إن بعض من نقابلهم في محيط علاقاتنا الاجتماعية الوظيفية منها أو العامة تبدو نفسياتهم معذبة أو متناقضة أو حزينة! ومن هنا من الأفضل الحرص على عدم التوغل معهم في أمور تبدو لهم أو تفسر منهم بشكل مغاير، فهناك إنسان يفسر كلمة ألف معنى!؟ وهناك أيضاً من يفسر تصرفاً معيناً بأنه إساءة له، ومن هنا أيضاً يبدأ أول خطوة في طريق الانفعال والخصام والقطيعة!!
إن ذوق التعامل الإنساني لا تكتمل أدواته عندما يكون طرفا العلاقة في حالة انفعال دائم، أو عدم القدرة على التفهم والمفاهمة!.
وكثير من حالات الخلاف تبدأ من أحد الأطراف، وقد يكون أحد الطرفين أكثر عقلانية وتفهماً فيعذر الطرف ويبادىء في إزالة أسباب الخلاف للمرة الأولى ويتكرر الخلاف ويعاود مرة تلو الأخرى، فلا يألو إلا أن ينسحب في النهاية ليحتفظ بكرامته وكبريائه مع إنسان فقدت معه أيسر سبل التفاهم والالتقاء!!
الإنسان الذي يتغذى بانفعالاته كثيراً ما يفقد التوازن في تعامله الاجتماعي ورصيده وعلاقاته مع الآخرين، فيبتعد عنه الأصدقاء واحداً تلو الآخر ليبقى في النهاية وحيداً إلا مع نفسه!! والإنسان السوي بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد لا يجد صعوبة في التعامل، لا يثور ولا ينفعل سواء أقابل في حياته شخصاً انفعالياً بحرارة البراكين أو إنساناً هادئاً ببرودة القطب الشمالي.
ولعل الإنسان منا يعلم ويعي نوعيات تلك الشرائح البشرية الذين يقابلهم ويتعامل معهم، فهناك من يلزم أن تتعامل معه بحذر شديد لوجود قناعات مسبقة وترسبات عقد في شخصية حتى لا يسيء فهمك، وهناك من تجد قلبه وعقله مفتوحين لتستطيع وبكل سهولة الدخول إلى أعماقه بكل سهولة!! وهنا كثيرون يفكرون بقلوبهم لا بعقولهم، ولكن في النهاية يبقى أن نفكر نحن بعقولنا لا بقلوبنا!! حتى نستطيع أن نتعامل مع كافة الشرائح الاجتماعية التي نتعامل معها يومياً دون أن يحدث أي خلاف أو قطيعة بسبب حوارات انفعالية فارغة!!
|