سعدت في الأسبوع الماضي بحضور بعض من محاضرات المنتدى الإعلامي للجمعية السعودية للاتصال تحت عنوان (صورة المملكة العربية في العالم)، وقد بدا واضحا الجهد المتميز الذي قدمه أعضاء الجمعية للخروج بهذا المنتدى في شكله الأمثل ولا أدري ان كان هذا البعض الذي حضرته يبيح لي التعليق عن المنتدى بصورة كاملة، ولكن لعل الالتزام بكلمة بعض سيرمم الموضوع، فلا يطلق أحكاماً نهائية وقاطعة.
- أولاً: - لما نبدأ وننشغل في إصلاح الصورة ونغفل الأصل؟ هل وصل الأصل إلى حد تمامه بحيث نبدأ بصورته التي هي ليس سوى انعكاس للواقع؟ ما شكل صورتنا الخارجية ونحن نعلم بأن المرأة محرومة من المشاركة في الانتخابات البلدية؟ ما شكل صورتنا ومعرض الكتاب الذي حضره العشرات من دور النشر العربية، يفاجأون بإغفال حضور المرأة وحصره في أضيق الحدود؟ وكيف ستكون ونحن نعلم بأن هناك (حسب إحصائية أخيرة) مبلغ 194 مليون ريال سعودي تهدر سنوياً، تكاليف جلب سائق منزلي للعائلة؟ هذا من ناحية.
- ثانياً: - ظهرت في كثير من المحاضرات مفردات من نوع (أعداء - مواجهة - الترصد - والتربص - المعسكر المقابل - الصراع الثقافي - التحدي) وجميع ما هنالك من مفردات عسكرية مبنية على حس المؤامرة وما هنالك من كلاسيكيات الحرب الباردة، وسحب مفردات مرحلة سابقة على مرحلة جديدة تقبل عليها المنطقة، دون محاولة تحليل وتفسير الكثير من ظواهر المرحلة الحالية، فتلك المفردات بالتأكيد ستحيلنا إلى كلاسيكيات الحرب الباردة، وانعكاساتها على العالم العربي آنذاك، وجميع التورم اللغوي الذي كان يحاول ان يبرر الواقع أو على الأقل يغطيه.
أحد المحاضرين صاح من فوق المنبر وهو يقول يجب أن نقول للغرب:
نحن نستطيع أن نشتريكم بفلوسنا.. تخيلوا!!
أمام جميع الضيوف والمدعوين والزوار، كانت هذه الصيحة المضرية.
وأعود لما بدأت به مقالي وأؤكد على الجهد الوافر الذي أبدته الجمعية السعودية للاتصال بغرض إنجاح هذا المؤتمر، وجميع ما سبق هي مجرد ملاحظات، لمتابعة يهمها جدا ان يخلو كل جهد ثقافي وفكري في هذا المكان، من العيوب والندبات التي من الممكن ان نتجاوزها في لقاءات مقبلة.
|