*الاحساء- عبدالله محمد الملحم الدمام - حسين بالحارث- الطائف - عليان آل سعدان:
الاكتتاب في اتحاد الاتصالات يكاد يكون حديث الشارع هذه الأيام، ولعل زيارة لأحد فروع البنوك المختلفة في مدن وحتى قرى المملكة تعكس مدى الاقبال الكبير الذي أجزم أنه فاق التوقعات وبمراحل، وأمام الضغط الكبير الذي تواجهه فروع البنوك كان من الطبيعي أن تحدث بعض المواقف السلبية من قبل المندفعين للفوز باستمارات طلبات الاكتتاب في ظل الاختفاء السريع لهذه الاستمارات، وهو ما ساهم في حدوث اشتباكات وملاسنات كادت تتطور إلى مشاجرات فعلية بالأيدي لولا تدخل البعض في إيجاد الحلول السريعة قبل أن تتطور الى عواقب لا تحمد عقباها.(الجزيرة) كانت لها جولة سريعة في عدد من مدن وقرى المنطقة الشرقية وشهدت جانبا من المواقف إلى جانب معايشتها لسير إجراءات الاكتتاب، فتعالوا معنا في جولتنا السريعة:
نفاد سريع للاستمارات
يعلق السيد جعفر حسين قائلا: حقيقة لليوم الثاني على التوالي لم أوفق في الحصول على استمارة.. فالاستمارات تنفد في وقت سريع، ولا أدري لماذا لم يتم تلافي هذا النقص ويستطرد قائلا سأكون حريصا معك ربما تلعب المحسوبيات دورا في حجب هذه الاستمارات عن الأشخاص العاديين كحالي وهذا أمر محير، فالاستمارات تكون خاصة لبعض العملاء على حسابنا نحن صغار العملاء رغم أننا الأحق بها.
اشتباك حقيقي لولا
وقد فوجئنا لدى زيارة فرع أحد البنوك في مدينة الهفوف، أن مدير الفرع كاد يدخل في عراك حقيقي مع أحد المتقدمين وذلك عندما اتهم أحد الأشخاص مدير البنك بالتقصير وحجزه للاستمارات لبعض عملاء البنك، وهو ما ساهم في خروج مدير الفرع عن طوره وسط ملاسنة حادة بين الطرفين كادت تتطور الى اشتباك بالأيدي، إلا أن تدخل المتواجدين بالبنك حال دون ذلك، بل إن الشخص الذي دخل في هذه المشادة الكلامية هدد مدير الفرع علانية وطالبه بالخروج من البنك من باب التحدي المخجل!!
سوق سوداء للاستمارات
أحد المتواجدين في فرع لبنك في أحد قرى الأحساء طالب الموجودين باستمارات حتى انه أبدى استعداده لشرائها، وهو ما ينذر بظهور سوق سوداء إذا لم تتحرك اللجنة المشرفة على الاكتتاب في توفير الاستمارات في الايام المتبقية، وقد لمسنا هذه المشكلة في معظم فروع البنوك في الشرقية إن لم أقل جميعها.
توقيت غير مناسب
وكشف السيد سلطان الأحمد النقاب ان توقيت الاكتتاب حقيقة غير ملائم فهذا الشهر الفضيل له خصوصياته، وفي نهاره تكون أعصاب البعض متوترة ولاسيما في ظل الأجواء الحارة هذه الأيام إلى جانب قصر فترة دوام البنوك وأجزم أن الغالبية يوافقونني الرأي بأن التوقيت غير مناسب، وأتمنى أن يتم تمديد فترة الاكتتاب بدلا من قصره على عشر أيام.
مجازفة والأسعار متفاوتة
وأوضح أحد المتقدمين للاكتتاب ورفض الكشف عن اسمه أنه قام منذ أكثر من شهر بشراء بطاقات الأحوال ودفاتر العائلة للاكتتاب بأسماء آخرين مقابل مبالغ مالية يدفعها مقدما لمن لا يرغبون في الاكتتاب.
وأردف قائلا: رغم تحذير بعض زملائي من المجازفة خشية تنكر من اكتتب بأسمائهم وتحويل الاسهم والمبالغ التي سترد من فائض الاكتتاب في حسابات من اكتتب نيابة عنهم إلا أنني شبه مطمئن لهؤلاء ورغم انها مجازفة فإنني أغامر حتى ولو صدق معي نصفهم، وعن المبلغ الذي يقدمه نظير تنازلهم أجاب ان المبلغ متفاوت فالاسم الواحد أدفع له ما بين 200 إلى 300 ريال.
نرفض استقبال هؤلاء
وكشف مدير فرع بنك انه أعطى توصيات لموظفيه بعدم فتح حسابات في فترة الاكتتاب موضحا بأن هؤلاء ليسوا عملاء جدد بل إنهم يهدفون إلى فتح حسابات بغرض الاكتتاب فقط، وهم بهذا يعطلون أعمال البنوك لأن حساباتهم وقتية ولا يحقق البنك منهم أي فائدة بل إنهم سيشكلون عبئا عليه عند انتهاء الاكتتاب، وما ينتج عنه من رد الفائض وتسليم إشعارات الأسهم من هنا، فنحن نرفض استقبال هؤلاء وفتح حسابات لهم، ونركز خدمتنا لعملائنا الحقيقيين وهذا هو الأهم.
فيماقرر البنك الأهلي السعودي مضاعفة رصيد كل عملية للبنك في حسابه 25 ألف ريال 19 ضعفاً للاكتتاب في أسهم شركة اتحاد اتصالات وذلك على سبيل قرض حسن بفوائد وصفها مصدر في البنك ل(الجزيرة) بأنها رمزية.. وأكد المصدر أن كل عميل للبنك يتوفر في حسابه مبلغ 25 ألف ريال فما فوق حالياً وسن العمل تتجاوز 22 سنة يستطيع أن يحصل على مبلغ 475 ألف ريال من البنك للاكتتاب في أسهم شركة اتحاد اتصالات، كما اشترط البنك أن يكون العميل سعودي الجنسية ويحصل على القرض شخصياً.
أما في البنك السعودي الأمريكي فقد وضع برامج مختلفة لأقراض موظفيه وبعض الشرائح من عملائه من أجل الاكتتاب في أسهم الشركة حيث قرر البنك تحديد نسبة معينة من راتب كل موظف تضاعف 12 ضعفاً، كما أوجد برنامج آخر مشابه لبعض الشرائح من العملاء لمضاعفة مبالغ محددة مرات غير محددة ولكن دون العشرة أضعاف.من جهة أخرى فقد واصلت فروع البنوك المنتشرة في مدن وأحياء المنطقة الشرقية (الاثنين) استقبال الزحام الشديد لليوم الثالث على التوالي رغم تأكيد أحد المسؤولين في أحد البنوك بأن اليوم الثالث جاء أقل حدة في الزحام عن يومي السبت والأحد الماضيين، مشيراً بأن استمارات الاكتتاب قد نفذت في العديد من البنوك في اليومين الأولين خلال الفترة الصباحية ملمحاً إلى أنه يتوقع أن هناك من يقوم بسحب الاستمارات من البنوك إلى الخارج للبيع فيها والشراء (سوق سوداء) أو لإثارة ضجة حول نفاذ الاستمارات، مؤكداً أن شيئاً من هذا القبيل سبق وأن حدث في مساهمات سابقة.
كما أشار مسؤول في أحد البنوك ل(الجزيرة) بأن قلة عدد الموظفين في البنوك قد ضاعفت من مشكلة الزحام، وقال إن معظم البنوك استعانت بموظفين إضافيين فمنهم من حول موظفين من بعض الإدارات إلى شبابيك الاستقبال واحد البنوك قام بتوظيف أشخاص بعقود مؤقتة لمواجهة أزمة الاكتتاب، ورغم ذلك فإن هذا البنك تحديداً قد فوجئ بأعداد غطت كل شبر من فروعه.
مما دفع أحد الراغبين في الاكتتاب وكان يقف في دور طويل إلى التساؤل عن أسباب عجز البنوك عن استنباط وسائل جديدة لمواجهة أزمات الاكتتاب التي تتكرر بهذا الزحام بين فترة وأخرى، إلا أن مسئولاً في أحد تلك البنوك أكد أن سبب الزحام مرتبط بعدة عوامل منها مستوى الوعي والمدة المحددة للاكتتاب حيث تعد قصيرة إلى درجة كبيرة جداً بالإضافة إلى تفضيل الغالبية زيارة البنك للاكتتاب في الفترة المسائية وهي الأكثر زحاماً رغم زحام الصباح.
يذكر أن مساهمة شركة (اتحاد اتصالات) قد طرحت 20 مليون سهم للاكتتاب العام ويتوقع أن عمليات الاكتتاب قد غطت في اليومين الأولين قيمة العشرين مليون سهم مضاعفة.
وقد أعلنت الشركة رفع رأس مالها من 5 مليارات ريال إلى 7 مليارات، وذلك عن طريق إصدار أسهم جديدة من نفس الفئة بالقيمة الاسمية البالغة 50 ريالاً، وسوف يقتصر الاكتتاب في الأسهم الجديدة بقيمة 400 مليون ريال على المساهمين من الجمهور المقيدين في السجلات عند إعلان زيادة رأس المال المتوقعة.
أما في محافظة الطائف فقدتدخلت الدوريات الأمنية والمرور لفك بعض الاختناقات المرورية التي وقعت أمام وحول بعض البنوك المحلية وفروعها في محافظة الطائف نتيجة الاقبال الشديد من المواطنين للاكتتاب بشركة اتحاد اتصالات الاماراتية التي طرحت أسهمها للبيع في كل البنوك وأدى هذا الاختناق الى عرقلة حركة سير السيارات في الشوارع الأخرى المحيطة وبالشوارع التي تقع عليها فروع البنوك المحلية بالطائف، وبلغ هذا الازدحام والاختناق المروري ذروته في شارع شبرا وشارع الجيش وبداية شارع المطار وشارع الستين على طريق الشفا وشارع حسان بن ثابت وشارع أبوبكر الصديق وبعض الشوارع الأخرى المحيطة بالشوارع التي تقع على جانبها البنوك المحلية وكان المواطنون قد تدفقوا على البنوك المحلية وفروعها في محافظة الطائف بشكل كثيف جداً للاكتتاب في هذه الشركة الجديدة للاتصالات الأمر الذي أدى إلى ارتباك كبير في حركة سير السيارات في الشوارع التي تقع فيها هذه البنوك وفروعها وأكثر ما زاد الطين بلة عدم تمكن هذه البنوك من مواجهة هذا الاقبال الكبير من المواطنين وانتظار المواطنين في صفوف طويلة أمام قلة من الموظفين وعلل بعض المواطنين أسباب هذا الاقبال على الاكتتاب بشركة اتحاد اتصالات الإماراتية الى السمعة الكبيرة التي حصلت عليها هذه الشركة وما سوف تقدمه من خدمات وامكانيات متميزة تجعل طريق النجاح الكبير أمامها ميسراً وسهلاً مما سينعكس فوائد ذلك على المساهمين بشكل عام على حد قولهم.
|