Tuesday 19th October,200411709العددالثلاثاء 5 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الأزمنة الأزمنة
نحن وشيخ الشهور
عبدالله بن إدريس

من فضل الله جل وعلا ورأفته بعباده أن جعل لهم في أيام دهرهم مواسم خير وفلاح يجددون بها حياتهم كلما اخْلَقّتْ.. ويحركون رتابتها كلما ركدت.. ويستنفرون فيها قواهم الخيرة كلما وَهَنَتْ.. فيكسبون من هذه المواسم أجلّ المكاسب وأحبها إلى الله.. حينما يتقربون إليه بمزيد من الأعمال الصالحة، والتي هي رصيد المسلم الأغلى والأنفس والأبقى (رصيد الدار الآخرة).
فهل نحن المسلمين اليوم نقوم بحق هذا الشهر المبارك كما ينبغي، أو قريباً مما ينبغي؟ علينا أن نطابق بين أعمالنا وأقوالنا.. وما شرع لنا القيام به في هذا الشهر.. لتحقيق مزية ومرتبة (التقوى) التي نصَّ عليها ربنا في قوله سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.. وأجلّ معاني التقوى هي فعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه.. لذلك قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - إذا سمعت الله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} فأصغ لها سمعك، فإنه خير تُؤمر به، أو شر تُنهى عنه).
رمضان هو سيد شهور السنة.. ومن واجب إخوانه (الأحد عشر شهراً) أن يفرحوا ويبتهجوا بسيدهم الذي لا يزورهم إلا مرة واحدة في العام.. وعليهم أن يقوموا بضيافته كما ينبغي.. ليشهد لهم عند خروجه بما قدَّموا فيه من صالح الأعمال والقربات إلى الله.
شهر رمضان المبارك فضائله على الأمة العربية والإسلامية تترى على مَرّ التاريخ بالفتوحات والانتصارات التي خاضها المسلمون من بزوغ فجر الإسلام حتى اليوم.. دفاعاً عن دينهم ودنياهم.. فقد شرِق أعداء هذا الدين بدعوة الإسلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له.. والتي من مقتضاها أن يصرف الناس عبادتهم للعباد.. إلى عبادة رب العباد.. {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} الآية.
فالإسلام هو دين الأنبياء جميعهم من نوح إلى محمد، عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} إلى قوله سبحانه {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} النساء.. فهؤلاء الكفرة المجرمون الذين يحاربون أهل الإسلام في فلسطين والعراق وفي كل مكان.. ليسوا على دين حق والإ لما حاربوا الإسلام الذي هو الدين الحق، وآخر رسالات الله إلى الأرض.
إن ما يقوم به المجرمون اليهود في فلسطين والأمريكان في العراق هذه الأيام هو بكل وضوح حرب يهودية صليبية يشنها أصحاب الديانتين المنسوختين بالإسلام.. تنفيساً لأحقادهم السوداء على الإسلام وأهله.. ولكن هيهات هيهات، أن ينالوا من الإسلام أو يضروه بشيء.. لأنه دين الله، وهو حافظ دينه ولو كره الكافرون.
نعم قد يدمر هؤلاء الأعداء البنى الأساسية للحياة المادية في بعض الأقطار الإسلامية حيناً من الدهر.. ريثما تستيقظ الأمة وتنحسر من أرضها غشاوة التضليل والخداع.. فتنقلب على أعدائها جحيماً يحرق أخضر الأعداء ويابسه!
وبعد:
فهذه قطعة من قصيدة حَيّيتُ بها (رمضان) في مناسبة من مناسبات غلبة الحق على الباطل.. أورد هنا منها ما لا اعتراض عليه:


رمضان ألف مبارك مجدولة
أيامه بمباهج الأفراح
عزّت به دنيا العروبة وانجلت
عنها القتامة بانبلاج الساح
رمضان يا شهر الفتوح تحية
يندى الزمان بذكرها الفواح
يا (موسم) الحق المبين لأمة
صمدت لكل كريهة وسلاح
كم ذا الذين تحيفوا أمجادها
فإذا بهم في عاصف مجتاح
رمضان يا شيخ الشهور على المدى
كم فيك من فرحٍ ونهج سماح
كم فيك من عز (الوقائع) أخرست
لُسُن العداة وقِيْلةَ القَدَّاح
من يوم (بدر) والبشائر جمة
أن سوف تبقى مؤذناً بفلاح
وبعين (جالوت) سقيت عداءنا
مُرَّ انكسار.. مترع الأقداح
وبعصرنا يومان فيك تحجلا
بجلال نصر واسع الأفياح
في خط (بارليف) المنيع تناثرت
ليهود كل مكاسب ورباح
و(بنو العراق) مع الضياء تسحروا
في (الفاو) فوق جماجم الأشباح

وكل رمضان.. والمسلمون بخير، ومن عزيمة على النصر إلى عزيمة التحرير، والنصر على أعداء الله إن شاء الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved