ضروري جداً.. أن تتغير العقول غير المؤهلة فنياً في التلفزيون السعودي التي تدير العملية الدرامية ويحل محلها عقول مؤهلة تعي معنى الدراما من حيث هي فكر وبناء وإبداع، فالرقابة التقليدية عندما تركّز فقط على التجاوزات السياسية والاجتماعية فإنها تهمل الجانبين الإبداعي والحضاري اللذين يمكن أن تعكسهما أعمالنا الوطنية عند الآخرين، فالرقابة مثلاً لو أخطأت فنياً فإن خطأها لا يقتصر عليها وإنما يشوه صورة الدراما السعودية خليجياً وعربياً.
نحن بحاجة إلى رفع اسم الوطن بعمل إبداعي، أكثر من تمرير عمل درامي مجتازاً لقوانين الرقابة في مستواها الإداري فحسب.
في ظني أن المشكلة الدرامية تكمن في ذات التلفزيون الذي (لا يفلتر) الأعمال التي تقدم إليه إبداعياً وفنياً، فها هو في كل مرة يعرض دراما سعودية ضعيفة فنياً ومكررة في مضمونها بحجة تشجيع الدراما وهذا شيءٌ يشكر عليه التلفزيون ولكن ليس بهذه الطريقة، لقد وصلنا إلى مرحلة نحتاج إلى أن نجيز الأعمال الدرامية بقدر إبداعها وتأثيرها ومواهبها.
حتى ننتشل (درامانا) من وضعها الحالي نحتاج أولاً إلى أن ننتشل طريقة إجازة العمل الدرامي في جانبيها الإداري والإبداعي عند الجهات المعنية.
باستثناء (طاش ما طاش).. لا نتوقع جديداً هذا العام.. طالما أن الذين عملوا قبل العام الماضي والعام الماضي وهذه السنة، هم أنفسهم لم يتغيروا.. لقد حفظنا تعابير وجوههم وأسلوب تفكيرهم وشكل أدائهم، فلا جديد مع هؤلاء تحت الشمس، الجديد يكون مع العقول الجديدة المؤهلة والأفكار الإبداعية والوعي الدرامي.
القناة الأولى بحاجة لأن تسهم في صناعة الدراما المبدعة لا أن تكون صندوقاً تتلقى فيه الأعمال المكررة والوجوه المكررة والموضوعات المكررة.
|