من أهم ما ينطوي عليه الصوم من تربية اجتماعية في نفوس الصائمين أنه يثبت فيها الإيمان بالحق، والثبات عليه والدعوة إليه، والتخلق به.وإذا كان الحق هدف رسالة الاسلام كان من أول الحق ان تذكر أيها الانسان عبوديتك لله الذي خلقك وأنشأك وأمدك بالنعم التي لا يحصى لها عد، والباطل الذي ليس بعده باطل أن ينسى الانسان عبوديته، وسلطان الله عليه، وما يتأله المتألهون من البشر، ولا يطغى الطغاة، ولا يظلم الظالمون، إلا حين ينسون عبوديتهم لله فيزعمون لأنفسهم من صفات الله ما يستبيحون به سفك الدماء وإزهاق الأرواح والتكبر في الأرض والإفساد فيها، واستعباد جماهيرها، واذلال كرامتها.. كذلك كان فرعون عاليا في الأرض مسرفا جبارا يقول لقومه: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي}!! وبذلك قتل الرجال واستحيا النساء وشرد أصلح فئات الشعب وأكرم دعاته وهدأته.. واستمر في طغيانه حتى أمسكته يد الله تذكره.. حتى إذا أدركه الغرق قال: {آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
|