في مثل هذا اليوم من عام 1989 قامت دولتا الستار الحديدي ألمانيا الشرقية والمجر باتخاذ خطوات جادة نحو إنهاء الهيمنة الشيوعية عليهما واستبدالها بسياسات أكثر ديمقراطية واقتصاديات سوق حرة.
ففي المجر تم حل الحزب الشيوعي في السابع من أكتوبر. وقد تبع ذلك إزالة الأسلاك الشائكة التي فصلت لسنوات عديدة المجر عن النمسا.
وكان نسف هذا الحاجز إيذاناً بنهاية سور برلين باعتباره حجر عثرة بين ألمانيا الشرقية والغربية حيث أصبح باستطاعة الألمان الشرقيين السفر إلى المجر ودخول النمسا والذهاب من هناك إلى ألمانيا الغربية. ولا يثير الاندهاش أن سور برلين قد سقط بعد فترة قصيرة من ذلك التاريخ.
وفي الثامن عشر من أكتوبر، تم تعديل الدستور المجري للسماح بنظام سياسي متعدد الأحزاب وإجراء انتخابات حرة ( تم إجراؤها عام 1990). كما تم التخلص من الكثير من وسائل سيطرة الدولة على الاقتصاد واتجهت المجر نحو نظام سوق حرة محدد.
وقد قامت تجمعات العمال والطلاب وآخرين في البلاد بإصدار بيانات تدين (الجرائم) السابقة التي ارتكبها النظام الشيوعي. وربما كانت التغيرات أكثر درامية في ألمانيا الشرقية حيث تم في الثامن عشر من أكتوبر إسدال الستار على الحكم الشيوعي لإيرتيش هونيكر الذي استمر قرابة عشرين عاما.
وكان هونيكر يشغل منصب سكرتير عام الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية منذ عام 1971 وأصبح رئيساً للبلاد منذ عام 1976م. ومع تلاشي دعم الاتحاد السوفيتي والنهاية غير المأسوف عليها لسور برلين (من خلال إجراءات المجر) والنقد الواسع النطاق لحكومته من مواطني ألمانيا الشرقية، فر هونيكر إلى الاتحاد السوفيتي وحل محله نظام إصلاحي أكثر اعتدالاً. وقد عاد بعد ذلك إلى ألمانيا الشرقية حيث تمت محاكمته وإدانته بتهمة قتل اللاجئين الألمان الشرقيين الذين قتلوا أثناء محاولتهم عبور سور برلين منذ إنشائه عام 1961م. وقد تم إيقاف العقوبة بسبب تردي حالته الصحية.
وقد حل إيجون كرنيز محل هونيكر كزعيم للحزب الشيوعي. وحصل كرنيز على نصيب كبير من دعم الجماهير بسبب دوره كصانع للسلام في التظاهرات التي سبقت شهر أكتوبر. وفي السابع من أكتوبر، بعد أربعة أشهر فقط من مذبحة ميدان السلام السماوي في الصين، أمر هونيكر قواته بأن تكون على أتم الاستعداد لفتح النار على المتظاهرين في ليبيزج. ولحسن الحظ أن كرنيز المسئول عن الأمن في ذلك الوقت قد وصل إلى ليبيزج بعد يومين من صدور أوامر هونيكر وحاول الحفاظ على صورة الحزب من خلال إلغاء أوامر هونيكر، وأدى ذلك إلى منح الفرصة للثورة في المضي قدماً.
|