الخدمات البلدية
أقترح تبني وزارة الشؤون البلدية والقروية المشروع
المنح السامية للأراضي السكنية للجامعيين يجب تحقيق الأهداف الكريمة منها

يفضل ويتفضل خادم الحرمين الشريفين منذ توليه الحكم -رعاه الله وأدام توفيقه وفضله- بمنح خريجي الجامعات وغيرهم من المواطنين سنوياً أراضي سكنية في جميع أنحاء المملكة؛ للاستفادة منها في حينه ودون طول انتظار ومعاناة صبر وإقامة مساكنهم لهم ولأسرهم عليها وتوفير السكن المريح لكافة المواطنين والقضاء على معاناة السكن. إلا أن أمانات المدن وبلدياتها تطبق هذه المنح، وخاصة في الرياض والمدينة المنورة وجدة والدمام وأبها، في أماكن نائبة بعيدة عن هذه المدن بعداً لا يمكنهم بأي حال من الاستفادة منها تحقيقاً للأهداف الكريمة والغايات النبيلة. فمثلاً في مدينة الرياض طبقتها الأمانة الموقرة لهم على طريق الرياض- رماح على بعد أكثر من 40 كيلاً من خارج السكن في مدينة الرياض، في الوقت الذي سبق أن منحوا قبل سنوات طويلة لم يستفيدوا من منحهم لعدم بل لاستحالة البناء عليها لتعذر إيصال المرافق الخدمية إليها من ماء وكهرباء لا يستغنى عنها أبداً.
الكل يعرف أن الأهداف الكريمة والغايات النبيلة التي يهدف إليها ولاة الأمر ويبتغونها -رعاهم الله وجزاهم خير الجزاء- وينشدونها من وراء هذه المنح هو الاستفادة العاجلة بل وفي حينه منها؛ لإقامة مساكن لهم ولأسرهم عليها في أسرع وقت ودون معاناة تأخير وعناء انتظار. وقد لمس هذه المعاناة والعناء وعاشوها وعايشوها بأحاسيسهم الكريمة ومشاعرهم النبيلة 18 عضواً من أعضاء مجلس الشورى الموقر، فاقترحوا على المجلس توصية وزارة الشؤون البلدية وجوب تطبيق هذه المنح على مواقع قريبة جداً من المدن تتوفر فيها كافة المرافق الخدمية؛ تحقيقاً للأهداف السامية الكريمة، وتمكين شركات المقاولات وتجار العقار من تطوير مواقع وأراضي المنح بإيصال الخدمات إليها حتى يستفاد منها ويمكن البناء عليها في حينه، إلا أن هذه التوصية الخيرة لم يكتب لها النجاح؛ لإسقاطها من أعضاء آخرين في المجلس حسبما جاء في صحفنا المحلية. وإن كان كما تذكر الأمانات عدم وجود أراضٍ حكومية قريبة من المدن والمرافق فالكل يجزم أن ولاة الأمر -وفقهم الله إلى كل خير وصلاح وإصلاح وأمن وأمان الذين يبذلون كل غالٍ وثمين في سبيل سعادة وإسعاد وراحة وطمأنينة ورفاهة مواطنيهم والرفع من مستواهم مادياً ومعنوياً- لن يتأخروا جزاهم الله خيراً عن شراء الأراضي الشاسعة المملوكة لبعض تجار العقار بملايين الأمتار ومئات الكيلو مترات طولاً وعرضاً، شمالاً وشرقاً وجنوباً وغرباً في المدن، وتمليكها للدولة لتطبيق المنح الكريمة عليها؛ تحقيقاً لأهدافهم السامية ومقاصدهم النبيلة وغاياتهم الكريمة رعاهم الله وجزاهم خير الجزاء وزادهم توفيقاً على توفيق، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، وسدَّد على طريق الخير خطاهم في خير البلاد والعباد آمين.