للصوم فوائد كثيرة تنعكس على صحة الإنسان من الناحية النفسية والبدنية، والصوم يرقى بالإنسان إلى السمو الروحي ويجعله ذا بصيرة نافذة ويطهر النفس من الآثام.
(صوموا تصحوا) قالها نبينا عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام وفي كل يوم يكتشف العلم والطب أموراً صحية جديدة نفسية وجسدية تنتج عن الصوم.
فمن الناحية النفسية فإن الصوم يعالج الكثير من الاضطرابات النفسية والعاطفية من قلق واكتئاب وأرق ويزيد في تقوية إرادة الصائم وحبه للخير والحياة والناس، وتبعده عن الميول العدوانية وحب الشر والإضرار بالآخرين.
كما أن الصوم يساعد على التركيز وإدراك الأمور بشكل أكثر عمقاً ووعياً ويساعد على استنباط أفكار جديدة.
وللصوم قدرة على الوصول بالإنسان إلى حالة من الكمال النفسي والروحي تزول معها مشاعل الحاجة إلى لذة الطعام والشراب، كما أنه باعث على تكوين شخصية متماسكة قوية تملؤها المحبة والألفة والرحمة وتختفي منها مشاعر الخوف والحيرة والقلق، وينصرف الإنسان الصائم عن الملذات الدنيوية والنزوات المنبعثة من النفس الأمارة بالسوء، أما الفوائد الجسدية للصوم فتتمثل في عملية الهدم التي يحدثها الصوم، حيث يتخلص الإنسان من الأنسجة القديمة الهرمة والزائدة على حاجته ويقوم بترميم خلايا جديدة فتية من خلال تناول الطعام بعد فترة الصيام التي قد تطول حوالي 15 ساعة متوالية، مما يسبب الجوع الذي يقوم بهدم الخلايا الهرمة القديمة وهذه ما تلبث أن تتجدد عندما يعود الإنسان إلى تناول الطعام.
بهذه الآلية يكون للصوم فوائد كثيرة تدخل كل خلية وذرة في جسم الإنسان الصائم ويكون للصوم فائدة عظيمة في الوقاية من كثير من الأمراض التي يصاب بها الإنسان من أهمها:
1- المرض السكري حيث يتم خفض نسبة سكر الدم إلى الحد الأدنى وتأخذ البنكرياس قسطاً من الراحة خلال النهار مما يحسن وظيفتها بعد الإفطار.
2- البدانة: حيث إن الصوم له دور كبير في إزالة الأنسجة الدهنية الفائضة في الجسم والتي تسبب الترهل والبدانة وهذا يحدث إذا كان الصائم معتدلاً في تناول وجبة الإفطار ولم يسرف فيها.
3- الوقاية من جلطة المخ والقلب وذلك لأن الصوم يخفض نسبة الدهون والكوليسترول وهي المسؤولة عن حالات كثيرة من الجلطة وتصلب الشرايين.
4- الوقاية من مرض النقرس أو ما يسمى بداء الملوك، حيث يقوم الصيام بإنقاص كمية اللحوم والبقوليات وبالتالي ينقص حمض اليوريك في الدم وهو المسؤول عن مرض النقرس بتوضعه في الأنسجة والمفاصل.
5- الوقاية من تشكل الخلايا الورمية بفضل عملية الهدم والبناء التي يحدثها الصوم.
6- الوقاية من الحصوات الكلوية الكلسية.
إذاً فإن للصوم حكمة بالغة لا يدركها إلا ذو عقل ويحاول جاهداً اغتنام هذه الفرص الإلهية باتباعه هذه الفريضة وتحقيق مفهوم الصوم الحقيقي حتى ينعكس عليه صحة نفسية روحية وجسدية تجدد العلاقة مع ربه وتجدد إيمانه ويقينه.
( * ) اختصاصي بالأمراض الباطنية
بمستشفى الحمادي بالرياض
|