لو أن امرأة ألقت كلمةً في مجلسٍ للرجال، أو ألقت درساً أو محاضرةً على الرجال، لَنُعِتَتْ بأقذع الأوصاف، وأُلقيت عليها أنواع التهم، وأقلُّ ما تُوصف به مثلُ هذه المرأةِ أنها لا تستحي.
لكنْ دَعُونَا ننتقل إلى مجلس خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم وبين يديه الخنساء رضي الله عنها تُلقي الشعر، وهو يستحثُّها لإلقاء المزيد بقوله: (إيه يا خناس). وكان النساء يأتين إليه يسألْنَهُ في كلِّ ما يهمُّهنَّ من أمور الدين والدنيا وأمام الصحابة، ولولا الإطالة لذكرتُ قصصاً كثيرة في هذا الجانب. وقد كان الصحابة يتعجَّبون من الجرأة التي تتحدث بها المرأة. ولم يُنكر النبي عليه الصلاة والسلام عليهنَّ، أو يُرْوَ عنه كراهته لذلك.
واختر أي عصر من العصور التي بعد النبي صلى الله عليه وسلم تجد النساء حاضراتٍ في كل مناحي الحياة، بل إذا عدَّ العالمُ مشائخَهُ عدَّ منهم بعض العالمات. أما ما نعيشه من تهميشٍ للمرأة، حتى اسمُها يعدُّ من العيب ظهوره، فهذه عادات وليست من الدِّين.
|