Monday 18th October,200411708العددالأثنين 4 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

المرأة العربية وخصوصيتها المرأة العربية وخصوصيتها
منصور إبراهيم الدخيل / مكتب التربية العربي لدول الخليج

لا أحد ينكر أن المرأة العربية لم تأخذ حقها من الرعاية والاهتمام في الكثير من الدول العربية علما بأن الإسلام أعطاها حقوقها كملة غير منقوصة مما جعل الكثير منهن يتأثرن بالأجواء التي تعيشها المرأة الغربية توقعاً منهن أنهن يتمتعن بحقوقهن كاملة ونسين أن الوضع الذي تعيشه لا يخاطب خصوصيتها وفطرتها كل ما هنالك تسخيرها كأداة واستمتاع الرجل بها بأي طريقة موهما إياها أن هذا هو الطريق الأصلح لها وهذا من الأسباب الرئيسية في تقويض الأسرة وهدم كيانها مما جعل الرجل يتمادى في الطلب منها تقديم التنازلات بين وقت وآخر باسم تحريرها من الظلم وقد وقعت المرأة الغربية تحت تأثيراتها مما جعلها أشبه بالمشردة حيث إنها لا تشعر بهذه السلبيات إلا بعد وقت طويل.
وعندما تتأمل في شخصيتها كأنثى تتطلع إلى الاقتران برجل يحمل الصفات التي يتفاعل معها وجدانيا وعاطفياً وهذا لم يحدث لأن صفات هذا الرجل احتوته ثقافة معينة يجب أن يفرضها على المرأة لإشباع نزواته حتى العشيقة يجب أن تكون شريكا في ذلك مما جعلها تعيش صراعا داخليا تتوقع أن هذا السلوك هو الذي يجب أن تكون عليه المرأة لإسعاد زوجها وهذا بلا شك مخالف للفطرة البشرية التي لن تتوفر إلا في دين الإسلام الذي استطاع أن يحقق كل مقومات السعادة لها لتكون أما وزوجة تتناسل الأمة من خلالها توظف قدراتها ونشاطها وفقا لفطرتها وأنوثتها، وهنا أتسائل عن بعض النساء العربيات اللاتي وقعن أو يحاولن الوقوع في الخطأ الذي وقعت فيه المرأة الغربية بغير إرادتها باسم تحرير المرأة وإعطائها حقوقها والتركيز على أمور ليست من صميم حقوقها مثل خلع الحجاب والاختلاط مع الرجال، هل هذا من الحقوق؟
إنما هذه الأمور هي حماية لها أن تشق طريقها في هذه الحياة وباستقلالية تامة، وهو أيضا تكريم لها لأنها جوهرة ليس الحصول عليها بالأمر السهل.
وإنما من خلال سلوك يمارسه الرجل ليثبت لها أنه يحمل مقومات الرجل الكفء الذي يليق بها، فمتى ما احترم هذه الخصوصية استطاع أن يظفر بها ويحقق لها وله السعادة في الدنيا والآخرة.
فمن هذا الباب يجب أن تعرف المرأة العربية أن نجاحها في هذه الحياة يبدأ من قراءة تاريخ المرأة في شتى الثقافات الصينية والهندية والرومانية واليونانية والعربية، وأن تتذكر المجد الذي دخلته المرأة العربية من خلال الإسلام، وأن تعلم أن عدم الحصول على حقوقها لم يكن إلا بتقاعس بعض المؤسسات المدنية والاجتماعية والتربوية التي لم تتعامل مع الإسلام بروح العصر، كذلك يجب أن تعلم أن كل الدعوات التي تطلق هنا وهناك ما هي إلا استهزاء بالأشياء التي تصونها وتحفظ لها عفتها، مع العلم أن الكثير ممن وقعن في هذا الفخ يتحدثن وهن لا يشعرن عن بعض الممارسات والعادات التي لا يستسيغونها عند المرأة في المجتمع الغربي، ولكنهن لا ينسبوهن إلى أنها تناقض فطرتهن، وما يحدث أيضا في بعض وسائل الإعلام العربية والغربية برهان أكيد هو أن النظرة للمرأة للمتعة فقط.
وقبل أن أختم مقالتي هذه أطالب كل المؤسسات الفكرية ولا سيما الإسلامية منها إبراز الحقوق والمكانة التي أعطاها الإسلام للمرأة ودحض التقاليد والعادات المتبعة في بعض الدول الإسلامية التي تقلل من شأن المرأة ودورها في بناء الأمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved