الشاعر الأمير محمد الأحمد السديري مرجع للأدب الشعبي
محمد المسفر - شقراء

من المعروف أن الأدب الشعبي هو جزء من ثقافة المجتمع، ونحن في المملكة يشكل لنا الأدب الشعبي جزءا كبيرا من ثقافتنا ويترجم عادات وتقاليد المجتمع، ونحمد الله أن أدبنا الشعبي فيه من السمو والأخلاقيات ما يصور للآخرين سمو هذه العادات والتقاليد التي تميز بها مجتمعنا عن غيره، وبلادنا تزخر بصنوف كثيرة من رجال الشعر والأدب الشعبي وجامعاتنا وخاصة جامعة الملك سعود التي لديها قسم خاص بالأدب الشعبي في كلية الآداب.
والأدب الشعبي جزء من ثقافتنا وتراثنا، لكن الملاحظ انه لا توجد لدينا مرجعية لهذا الشعر وهذا الأدب بسبب عدم توثيقه وجمعه بأنواعه تحت سقف واحد أو تخصيص ركن لأبرز رواد هذا الأدب في إحدى جامعاتنا؛ وذلك للحفاظ على هذا الموروث الثقافي المهم، ولا أدري عن سبب إغفاله؛ هل هو بسبب الصراع الحالي بين الأدب والشعر الفصيح وبين الشعر والأدب الشعبي وخاصة في أروقة جامعاتنا وبين أدبائنا المحترمين؟
لعلي هنا أذكر بالرمز الأدبي والشعري الشعبي شاعرنا وأديبنا المعاصر الأمير محمد الأحمد السديري - رحمه الله - هذا الفارس الأمير صاحب القيم والكلمة والحكمة، هو شاعر شعبي وأديب لا يشق له غبار، اتسم بقوة سبك الكلمة، وإنشاء القصيدة الحماسية والعاطفية والرثائية، إضافة إلى قصيد الحكمة الذي لم يسبقه إليه أحد.
وصارت بعض مفرداته تردّد باسمه، ويعتبر معاليه أبرز رموزنا الشعرية الشعبية الذي تغنى بقصائده الأفراد والأجيال، وكان مضرب المثل في النخوة والشيم والكرم، وكان يترجم لنا رجل الصحراء الفارس الكريم الذي مثل بمكنوزه الشعري والأدبي أصالة رجل الجزيرة العربية قبل البترول وبعده.
وبحكم انه لا توجد لدينا مرجعية للأدب والشعر الشعبي ولم توله دور الثقافة لدينا الاهتمام اللازم فإني أقترح على جامعاتنا - وأخص جامعة الملك سعود - إنشاء ركن أو قسم خاص أو مكتبة تحمل اسم شاعرنا المرحوم محمد الأحمد السديري كرمز من رموز الشعر والأدب الشعبي؛ يضم تحت سقفه جميع نتاجه الشعري والأدبي بأنواعه ليكون مرجعا ثقافيا ورافداً من روافد الثقافة في بلادنا ومصدرا للباحثين في الأدب الشعبي، ولا بأس أن يضم هذا القسم مختلف نتاج شعراء آخرين يمثلون مراحل مختلفة حديثة وقديمة لهذه البلاد.
وختاماً أرجو من المختصين مؤازرة هذه الفكرة؛ لما لها من فائدة في ابراز أدبنا الشعبي الذي يعكس سمو عاداتنا وأخلاقنا وتقاليدنا وقيمنا السامية التي يحتويها إرثنا الثقافي المجيد، وأملي كبير في المختصين في الأدب الشعبي وأبناء أديبنا المرحوم لإبراز هذا الأدب؛ تخليداً لشاعرنا وأديبنا الكبير - رحمه الله رحمة واسعة