Monday 18th October,200411708العددالأثنين 4 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

كيف نفهم الصوم؟ كيف نفهم الصوم؟

* جدة - عبدالرحمن إدريس:
- بحلول شهر الصوم المبارك.. قد لا يتغير شيء في أسواق الأطعمة والمشروبات الجاهزة قبل الإفطار.. كيف يتم إعدادها وتجهيزها وبمواصفات صحية لا تضر؟
- سؤال كبير بحجم ازدحام الإقبال عليهم وما يتسبب فيه ذلك من ازدحام مروري ووقوف خاطئ.. اللهم إني صائم!!
- البلديات استعدت مبكرا لتحديد مواقع هذه البسطات التي تخرج بها المطاعم إلى عرض الشارع لتعلن النكهات المغرية وتحرك المعدة إليها بعد نهار طويل فلا مقاومة تذكر بينما أغلبية يعلمون بوجود مائدة منزلية ووجبات تضمن على الأقل وقاية من التلبك المعوي.
- وكما هو موسم النشاط التجاري يبدأ بالمواد التموينية والأكلات الرمضانية الشعبية التي ارتبطت بهذا الشهر.
- وإلى أن يسكت أو يشبع الصائمون من كثرة الأكل فإن الموسم التسوقي يتواصل في استعداد آخر ولموسم العيد حيث الاتجاه لأسواق الأقمشة والمشاغل والملابس.. فما أسرع هذا الضيف العزيز في انقضاء أيامه ولياليه التي نحبها.
- مشاهد معتادة نعرف أن لها انعكاسات جميلة في النفس.. وقد لا ندري أنها فقط بهذه الشكليات ميول طبيعية للخروج من رتابة الأشهر الماضية.
- وندرك تماما بإيمان ويقين أنه شهر العبادة.. ومعرفة أيضا بحكمة الصوم في أبعادها المختلفة من إيقاظ الإحساس بمعاناة الآخر من جوع وعوز وحاجة.
- هي أمور يعرفها الصغير والكبير وقد يغلب أو يطغى على هذه المعاني حب الدنيا ومادياتها وبالتالي فإننا لا نزال شهر بعد آخر يأتي في السنة مرة.
ولا نغير من أنفسنا أو نجتهد في تحقيق مقاصد هذا الضيف المبارك والاستفادة من خير كثير يعود علينا بصيامه وقيام لياليه والإحسان فيه وتهذيب السلوك والأخلاق بعدا عن المعاصي والأخطاء.
- لماذا يحدث هذا الإنصراف عن الأهم إلى ما هو أقل في الأهمية إذا قلنا بمتعة الاستقبال والإعداد والتعبير عن الفرحة برمضان بهذه البهجة في الاستقبال.. وجبات مخصصة وننمط حياة بالسهر حتى الفجر وغير ذلك كثير من الملهيات في متابعة جديد الفضائيات؟!
- السؤال يعنينا في جانب آخر مع المرئيات فالاستعداد لرمضان موسم برامج ومسلسلات تزدحم بها الشاشة وهنا غرابة الإنتاج التلفزيوني الذي يختار موسم عبادة بتقديم أطباق منها كثير من الفساد وجرح الصيام!!
- قد تكون الإجابة بأن المفهوم في هذا التسابق الفضائي لجذب المشاهدين وفقا إلى تبرير سخيف يعتقد القابلية في المتابعة لأن رمضان شهر يسهر فيه الجميع وينتظر الجديد والمشوق!!
- لا يعني ذلك عدم الاستمتاع بالأكل والشراب في اجتماع الأسرة بعد الإفطار على وجبة العشاء.. ولا مقاطعة المرئيات الهادفة..
- ولكن برمجة الوقت بين هذا وذاك هي المفقود فإذا سألت أحدهم قال الترويح عن النفس بعد عناء الصوم!!
- الطلبة والطالبات والمعلمات إلى نفس هذه الإجابة في اعتقاد بأنهم جاهدوا في الله حق جهاده!! فالإرهاق كان صياما بمفهوم الحرمان وتعبا في الدراسة حتى يأتي المساء والليل طويل بتعويض عن ذلك الحرمان وإن كان خلال ساعات.
- مثل هؤلاء يفقدون فوائد كثيرة من الصوم فهذا الحرمان اختياري وأجره عند الله عظيم (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به).
- فمن كان لا يشعر بقيمة هذه النعمة العظيمة والجزاء الأوفى من الله فهو يحرم الكثير خاصة إذا اختلطت الأمور في نفسه كالذي يصوم إجبارا مقاوما قد يؤدي به للضعف أو يتجاهل أداء الصلوات في أوقاتها فينام حتى موعد الإفطار ثم تبدأ سهرته مع الملهيات عن الأساسيات.
- وكما يثبت العلم دراسة بعد أخرى: فائدة الصوم على الجسم فهو جانب لا يكون الالتزام به حين تتضاعف كميات الأكل ليلا وإلى حد التخمة وكثير من أمراض المعدة ثم الخروج من رمضان بزيادة الأوزان.
- وفي غياب عن حضور صلاة العشاء والتراويح في المساجد.. تلك الشعيرة بكل ما فيها من تسامي الأرواح وصدق النوايا ونقاء السرائر.. هي مسألة تحتاج للتذكير والتوعية فلا تقبل الأعذار بالغياب عنها كونها جزءا من نور هذا الشهر المبارك العظيم الذي ينتظرنا كأولياء أمور في القدوة والتربية الإسلامية القويمة.
- دور المعلمين والدراسة في رمضان يتطلب المهمة بالتوجيه إلى السلوكيات الإيجابية في كل شأن من شؤون الحياة في المدرسة والبيت والشارع بطرق وفي اتجاهات مختلفة من أخلاق حميدة وتصرفات سوية وفهم للدين بدون تفريط ولا إفراط ونبذ الغيبة والنميمة وما إليها من معاصي.
- هو موسم لزيادة الحسنات ومضاعفة الأجر، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
- نسأل الله سبحانه أن يقبل صيامنا وقيامنا ويكتب لنا كل الخير في ديننا ودنيانا ويجعلنا من عتقاء هذا الشهر..
والله ولي التوفيق للجميع بصالح الأعمال.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved