للإفطار على الرطب ، أو الماء أسرار بديعة ، وبركات متنوعة ، وتأثير على القلوب وتزكيتها والصعود بها إلى مراقي الفلاح ، وهذا مما يدركه المقتدون الموفقون. كما أن في ذلك فائدة طبية، تعود على البدن بالصحة والعافية ، حيث ذكر الأطباء أن الصيام يؤدي إلى نقص السكر في الدم، وبدء الإفطار بالتمر يساعد على إعادة اعتدال السكر ؛ فيعود النشاط إلى الجسم خلال مدة يسيرة.
قال ابن القيم رحمه الله : (وفي فطر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم على الرطب ، أو على التمر ، أو الماء - تدبير لطيف جدا ؛ فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء، والحلو أسرع شيء وصولا إلى الكبد ، وأحبه إليها ، ولا سيما إن كان رطبا، فيشتد قبولها له، فتنتفع به هي والقوى ، فإن لم يكن فالتمر ؛ لحلاوته وتغذيته، فإن لم يكن فحسوات من الماء تطفئ لهيب المعدة، وحرارة الصوم ، فتتنبه بعده للطعام ، وتأخذه بشهوة).
وقال في موضع آخر : (هذا مع ما في التمر والماء من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمها إلا أطباء القلوب) أ.هـ.
اللهم اجعلنا من عبادك المتقين ، ومن حزبك المفلحين ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد.
* عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم / المشرف على موقع دعوة الإسلام
www.toislam.net |