Monday 18th October,200411708العددالأثنين 4 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

يارا يارا
احسبوها
عبدالله بن بخيت

لولا الظروف لعدلت من وقت إجازتي السنوية وجعلته يتفق مع فصل إعلان البنوك لميزانياتها، نوع من الهروب من واقع مر، فأنا رجل ضعيف أمام الأرباح المرعبة ليس لأني حسود، ولكن المرء يشعر أحياناً أن هناك أرباحاً يحققها بعض الناس تستوجب الحسد، صحيح أن هناك أناساً لا يقبلون الطريقة التي تحقق بها البنوك أرباحها إلا أن هناك أناسا آخرين لا يترددون من تحقيق الأرباح بأي طريقة حتى ولو بالسطو المسلح على دور الأيتام.
كتب علي أن أقترض مرة من بنك بريطاني في بريطانيا، ومرة من بنك في المملكة، كل ما حل القسط البريطاني أشعر بأن من واجبي أن أركض وأسدد وأنا ممتن، ومن جهة أخرى كل ما حل تسديد القرض للبنك السعودي أشعر بأني أسلخ لحم ذرعاني لأغطي بعضا من جشع ملاك هذا البنك.
في كل بنوك العالم هناك نظام للإقراض يحاول أن يحقق الربح للطرفين إلا نظام الإقراض في البنوك السعودية، فالأخير يحرص كل الحرص لتحقيق أكبر عائد للبنك على حساب العميل، ففي البنك البريطاني لا يأخذ ملاك البنك أرباحاً إلا على الأموال التي مازالت بحوزتك، أما البنك السعودي فيأخذ أرباحاً على الأموال التي مازالت بحوزتك، والأموال التي سددتها في نفس الوقت. المشكلة أن هذا النظام لم يعد قصراً على البنوك بل فتح شهية كثير من المستثمرين فتعدى إلى كافة أشكال الإقراض، إلى هنا تكيفت الناس وتعودت ولم أسمع من ناقش هذه القضية، لكن المشكلة أن هذه الأرباح المهولة التي يحققها البنك لا يستفيد منها أي قطاع إنساني أو ثقافي في البلد، فالبنوك رغم أرباحها لا نعرف انها أسهمت في يوم من الأيام في مشروع خيري أو ثقافي أو اجتماعي بل بالعكس فهي التي تستفيد من الجمعيات الخيرية والمشاريع الإنسانية حسب وجهة نظر بعض الفقهاء لا تتفق بعض التعاملات البنكية مع الشريعة الإسلامية، وبالتالي يحاول الكثير من الناس تجنب الاستفادة من الأرباح التي يمكن أن يحققها من إيداع أمواله في البنك، فتعود هذه الأرباح كلها إلى جيوب ملاك البنك، ومن بين هذه الاموال أموال الجمعيات الخيرية، فالبنوك إذا واحدة من الأيتام أو الفقراء الذين يستفيدون من أموال الجمعيات، وربما كانت الكاسب الأكبر، هذا كله لم يعد مشكلة المشكلة أن البنوك لم تعد تستحيي أصبح وضعها القائم وضعاً أخلاقياً بامتياز وتتفاخر به، قرأت تحقيقاً صحفياً عن أحد البنوك السعودية ربما كان تحقيقاً صحفياً مدفوع الأجر ليظهر تفوق البنك وأداءه وبالطبع حبه للخير، بلغت أرباح البنك في فصول السنة الثلاثة المنصرمة أكثر من ألفين وستمائة مليون ريال، أنفق منها حوالي عشرين مليون ريال لأعمال الخير، عجزت أن أحسب كم تكون نسبة هذه العشرين مليون إلى الألفين وستمائة، أحتاج إلى آلة حاسبة موسعة لأصل إلى هذه النسبة، الشيء الطريف أن صياغة خبر فعل الخير جاءت مميزة، يقول الخبر: إن البنك أنفق في العام الماضي على الخير ما بين عشرين مليونا وثلاثين مليونا. احسبوها بنك يحسب كل شيء بالهللة لا يعرف كم أنفق بالتحديد على أعمال الخير في العام الماضي غير متأكد هي عشرين مليونا هي ثلاثين هي ستة وعشرين وأربعمائة، فيها كسور ما فيها كسور ما يندرى. الله أعلم. المهم بشروا وشلونكم مع السنبوسة البنغالية؟

فاكس 4702164


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved