* فلسطين المحتلة - بلال ابودقة:
يبدو أن إسرائيل تستغل تفجيرات طابا لتوثيق التعاون الاستخباراتي مع مصر، هذا ما أكد عليه محللون عسكريون وسياسيون إسرائيليون مقربون من مكتبي رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، ووزير خارجيته سيلفان شالوم.
زئيف شيف، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، أكد في مقال نشره يوم، الأحد، الموافق 10 / 10 / 2004 : أن المخابرات الإسرائيلية لم تنجح في التغلغل في صفوف تنظيمي الجهاد الإسلامي العالمي والقاعدة.
مشيراً إلى أن عدم النجاح هذا يزيد من المخاطر التي تتربص بالإسرائيليين، لافتاً إلى أن التفجيرات التي وقعت في فندق هيلتون طابا ومنتجع رأس الشيطان، في سيناء، جاءت مشابهة تماماً لحادث التفجير الذي وقع في العاصمة الكينية، مومباسا، في نهاية العام 2002م.
وأضاف: إن (تنظيم القاعدة استخدم السكان المسلمين المحليين) في كلا الحالتين، ونفذ العمليات في فنادق ومنتجعات يرتادها الإسرائيليون.
وتابع شيف، في المقال الافتتاحي إن جهاز الموساد الإسرائيلي، وهو ذراع المخابرات الإسرائيلي الذي ألقيت على كاهله مهمة التجسس على القاعدة والجهاد الاسلامي، لا يملك معلومات كافية حول التنظيمين، لافتا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأجنبية، ايضا، تجهل الكثير من المعلومات حول هذين التنظيمين.
وأضاف محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلية إن (المشكلة بالنسبة لإسرائيل اخطر، مقارنة مع بقية الدول، كونها تشكل هدفاً بارزاً لهجمات محتملة من جانب القاعدة.
من جهة اخرى، نشر المراسل السياسي للصحيفة ذاتها، آلوف بن، مقالا قال فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، ارييل شارون، ووزير الخارجية سيلفان شالوم (قررا منذ الساعات الأولى التي أعقبت التفجيرات امتداح التعاون المصري وموافقة القاهرة على دخول قوات إنقاذ إسرائيلية إلى سيناء).
لكن المراسل السياسي للصحيفة، يقول : إن عناق شارون لمصر (لم ينبع، فقط، من الاعتراف بالجميل ومن اجل ضمان استمرار عمليات الإنقاذ من دون عراقيل.. فلديه أيضا هدفا استراتيجيا).
وأوضح الصحفي الاسرائيلي، المقرب من جهات سياسية إسرائيلية خصوصا في وزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء : إن هدف (عناق شارون لمصر) يكمن في (تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدولتين). وكان خبراء ومفكرون مصريون شاركوا في مؤتمر الإدارة العليا اختتمت فعالياته في وقت سابق بالإسكندرية، من بينهم السفير الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق، أكدوا على أن هذا النوع من العمليات (تفجيرات فندق هيلتون طابا ومنتجع رأس الشيطان ) بالأسلوب والتخطيط والتوقيت والمكان الذي تمت فيه تشير مبدئياً إلى أن إسرائيل ليست مستبعدة منها، لأنها هي المستفيد الأول من هذه العمليات، مشيرين إلى افتراض أن إسرائيل أقرب الأطراف إلى أماكن التفجيرات، إضافة إلى إمكانية تحقيق أهداف لصالحها من وراء هذه التفجيرات منها ضرب السياحة المصرية في أهم مناطقها خاصة في الموسم الشتوي الذي تحفل به سياحة البحر الأحمر واختبار لرد فعل مصر خاصة ونحن في عام الانتخابات الأمريكية.
وأعرب المفكرون المصريون عن خشيتهم من أن تكون هذه العملية بداية لإعادة تقييم الدور المصري على مسرح الحدث في المنطقة مستقبلا فمن الوارد أن تكون هذه العملية لجر مصر إلى صراع غير مستعدة له أو للضغط عليها لتقديم تنازلات أكثر بفرض تحييد دورها الاستراتيجي في المنطقة.من ناحية اخرى تم يوم، الأحد، الموافق 10 - 10 - 2004 بطلب من نيابة الجنوب الإسرائيلية، تأجيل بداية محاكمة الطلاب المصريين الستة، التي تزعم إسرائيل إنهم دخلوا الحدود الإسرائيلية (للقيام بعملية)، حتى الـ 18 من نوفمبر القادم.
وكانت قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت قبل نحو شهرين ستة طلاب جامعيين مصريين في النقب، جنوبي إسرائيل.
وتبين من لائحة الاتهام التي كشف النقاب عنها بعد شهر من الاعتقال، في الـ 12 من سبتمبر / أيلول الماضي، أن التهم الموجهة للشبان المصريين هي (التخطيط لتنفيذ جريمة، والدخول المسلح إلى إسرائيل، والدخول إلى إسرائيل والمكوث فيها بدون تصاريح).
وادعت النيابة العامة الإسرائيلية في لائحة اتهام قدمت للمحكمة المركزية في بئر السبع، وتقرر الكشف عنها بعد تكتم دام شهر، إن (الطلاب الجامعيين الستة، وهم من القاهرة، كانوا يخططون لاختطاف جنود وسرقة أسلحتهم والسيطرة على دبابة وسرقة بنك في بلدة متسبيه رامون جنوب إسرائيل.
وأدعت النيابة في لائحة الاتهام ان خمسة من بين المتهمين تعرفوا على بعضهم في الحرم الجامعي بالقاهرة، وأضافت لائحة الاتهام أن المعتقلين الطلاب تنظموا وتدربوا سوية خلال السنوات الأخيرة، بهدف (القيام بعملية عنيفة ضد إسرائيل بدون أن تكون لهم صلة بمنظمات أخرى).
وتم تقديم لائحة الاتهام ضد كل من محمد سعيد أبو رهب (25 عاماً)، ومصطفى علي أبو ضيف (21 عاماً)، ومحمود جمال عزت علي (21) ومصطفى يوسف محمدي (21) وسالم يسري محمد (21) وعماد سعيد تهامي (21 عاماً).، ويمثل (المتهمين المصريين الستة) كلٌ من المحامين حسين أبو حسين ورياض أنيس ومحمد لبيب.
وكان الشبان المصريين الستة وصلوا من القاهرة إلى سيناء، ومن ثم إلى نقطة الحدود في منطقة (نيتسانا)، ومن هناك دخلوا يوم 25 آب/ أغسطس الماضي إلى إسرائيل، حيث اعتقلتهم قوة من شرطة ما يسمى (حرس الحدود) بعد أن توغلوا مسافة ثلاثة كيلومترات داخل إسرائيل.
هذا وشدد ذوو الطلاب المصريين الستة المعتقلين لدى إسرائيل على رفضهم مبادلة أبنائهم بالجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، والذي يقضي عقوبة السجن حالياً بالسجون المصرية.
وقال والد أحد الطلاب انه يرفض مبادلة الشرف بالخيانة حتى لو كلفه ذلك حرمانه من رؤية ابنه مرة أخرى، مضيفاً : أن هذا هو موقف الطلاب الستة أيضاً، وهم يصرون على رفض مثل هذه الصفقة المشبوهة.
|