* رام الله - نائل نخلة
كشف أحد جنود سرية (شيكو) الإسرائيلية التي قتلت الطفلة الفلسطينية إيمان الحمصي 12 عاماً تفاصيل إعدام الجيش الإسرائيلي للطفلة إيمان بدم بارد قبل أسبوعين ومحاولة الجيش الإسرائيلي اقتحام مخيم جباليا في عمليته التي أطلق عليها أيام الندم التي استشهد خلالها أكثر من 140 فلسطينياً إضافة الى أكثر من 500 جريح.
فقد كشفت صحيفة (يديعوت أحرنوت) أمس الأول الجمعة وثيقة تثبت إدانة ضابط سرية (شيكد) بارتكاب جريمة حرب.. بعد أن نكل بجثة طفلة فلسطينية رغم نداءات جندي آخر الذي أكد أنها طفلة في الثانية عشرة من عمرها.. صحيفة يديعوت أحرنوت كشفت ادعاءات ضابط سرية (شيكد) المتهم بالقيام بالعملية.. حينما كذب وادعى لاحقاً أنه أطلق النار باتجاه الأرض.. عندما تعرضت كتيبته للنار الفلسطينية (المقاومة).. وذلك من خلال الجندي الذي كان يحرس موقع (غيريت) أثناء وقوع الجريمة.. الذي روى تفاصيل ما حدث مفنداً ما نسب إليه في وقت سابق.. وعلى لسان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي موشي يعلون.. من أنه (الجندي) أبلغ المسؤولين بأن فدائية تقترب من المعسكر..
موشي يعلون ذهب أيضاً إلى تبني ادعاءات ضابط سرية (شكيد)!!
وأكد الجندي في روايته لتفاصيل الجريمة بأنه لم يقل فدائية تقترب من المعسكر (فهرية بلغة الإسرائيليين) بل أكد بأنه قال حرفياً بأن المقصود هو طفلة في الثانية عشرة أو العاشرة من عمرها.
وواصل الجندي.. بالرغم من ذلك فتحوا النيران عليها من عدة جهات.. ثم هجم عليها الضابط ونفذ عملية (التحقيق من القتل).
وقال الجندي بأنه سينهي الخدمة العسكرية بعد عدة أشهر.. مشيراً إلى أن مقتل الطفلة إيمان وطريقته من أكثر الأمور المقززة التي شاهدها خلال خدمته العسكرية!!.
وأكد الجندي بأن جنود السرية نكلوا بالجثة مضيفاً بأن الأمر كان أشبه بإعدام شخص من غير محاكمة (لينش) وقال: لم يكن ذلك شبيهاً بما علمونا إياه في الجيش.. وقال إن الضابط لم يتصرف بموجب تثقفنا عليه.
ويروي الجندي تفاصيل تنكيل الجيش الإسرائيلي بجثة إيمان وكيفية قتلها في هذه السطور فيقول:
(لا أتذكر ساعة وقوع الحدث. وكل ما أذكره أنه حدث في ساعات الصباح الباكر. لقد لخص أحد مواقع الحراسة واحدة ما.. ليس (مخربة) بالذات مجرد شخصية مجهولة، وعندها سمع دوي نيران أطلقت باتجاهها. بعد ذلك رأيتها تركض، تهرب من هناك).
لقد أعلنوا التأهب في كل الموقع، اعتقدوا في البداية أنها (مخرب) وعندها رأيت بأنها طفلة صغيرة. كنت متأكداً أنها ابنة 12 أو 10 سنوات. وقمت بتبليغ ذلك مباشرة عبر جهاز اللاسلكي. وقد خرج قائد سريتنا ومعه عدة جنود. يقول الجندي الذي أجريت معه المقابلة:
* هل تقول إنك أبلغت بجهاز الاتصال بأنها بنت 12 سنة. هل قلت إنها (مخربة)؟
- لا.. ولهذا لم أطلق النار عليها. لقد أطلقت النار على مقربة منها كي تتوقف، وليس لكي تموت. وفي هذه الأثناء استنهضوا كل الموقع، وسارع أحد ما إلى إطلاق رصاصة واحدة عليها، فسقطت، وعندها أطلقوا عليها النار من عدة مواقع وهاجمها قائد سريتنا. أطلق عليها عدة رصاصات، ثم عاد إلى الوراء، وعندها لا أعرف ما حدث. لقد عاد اليها مرة ثانية وأطلق صلية رصاص من سلاح أوتوماتيكي.
لقد تحقق مرتين من مقتلها، بعد أن كان الجنود في الموقع قد قتلوها.
* هل قالوا في جهاز الاتصال إنها ماتت قبل أن يطلق عليها قائد السرية النار؟
- نعم قالوا. لقد أبلغ موقع الحراسة الذي رابطت فيه بأنها ماتت قبل قيام قائد السرية بإطلاق أول رصاصتين عليها. لقد شاهدنا بأنها لم تعد تتحرك بفعل كل العيارات).
* هل كنتم تعرفون عندها أنها طفلة؟
- في هذه المرحلة قال الجندي المرابط في نقطة الرصد المرتفعة: إنه يعتقد بأن المقصود طفلة، معذرة، فتاة. قدرنا عندها أنها ابنة 15 إلى 18 عاماً.
* قبل قيامكم بإطلاق النار أو بعد ذلك؟
- بعد ذلك. بعد ذلك كانت هناك أصوات قالت إنها عرفت بأن المقصود طفلة قبل إطلاق النار عليها، لكن هذا لا يغير شيئاً من ناحية الحكم، لأنها كانت قريبة جداً من الموقع، ولو كانت تحمل عبوة وكانت ستواصل الاقتراب منا، لكان يمكنها إصابتنا. بعد أن سقطت وراء كوم التراب خرجت قوة من الموقع باتجاهها بقيادة قائد السرية.
وأكد جندي آخر أن أحد الجنود (تيقن من أن المقصود طفلة وأبلغ عن ذلك) وقال حرفياً: (لا تطلقوا النار، إنها طفلة).
وقال إن الجندي الذي شخص الطفلة قال: إنها طفلة ابنة 10 أو 12 سنة. لا تطلقوا النار عليها. نعم لقد قال: (لا تطلقوا النار عليها، سنأخذها للتحقيق).
أما قائد السرية فقال: (بالنسبة لي هذه (مخربة) طالما لم نتأكد تماما). وعندها هجم على التلة الترابية، ركض وركض وركض، ثم أطلق رصاصتين، وعاد إلى الوراء لمسافة عشرة أمتار حيث كان رجل الاتصال، ثم عاد نحو الجثة وأطلق صلية نارية. (بعد ذلك عاد، وعندها عثروا على الحقيبة فأطلقوا النار عليها من مسافة مترين، لو كانت الحقيبة تحوي عبوة لكانوا (الجنود) قد تطايروا في الجو).
|