Sunday 17th October,200411707العددالأحد 3 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

7-9-1391هـ الموافق -26-10-1971م العدد (366) 7-9-1391هـ الموافق -26-10-1971م العدد (366)
مرحباً برمضان
يوسف العبدالله اليوسف

الصوم لغة هو الإمساك عن الطعام والشراب مدة معلومة، صيام رمضان هو رابع الأركان التي قام عليها الإسلام وقد فرض الله صيامه بنزول هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ....} الآية.
ولم يكن فرض صيامه عبثا ولا تعجيزا للخلق ولكن الذي أوجد الإنسان وكون فيه الطباع والخفايا هو الذي أمر بصيامه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (صوموا تصحوا) كلنا يعلم أن الأشياء تتأثر بكثرة الاستعمال إذا كانت منفصلة وتكل وتتعب إذا كانت من الأشياء التي تقوم بنفسها.
والانسان له معدة وهي بيت الداء وأمعاء وهي التي تمتص طيب الطعام وتخرج رواسبه خارج الجسم حتى لا يتسمم الجسم ببقايا هذه الرواسب ومعلوم أن استمرار الانسان على الأكل وموالاته يربك المعدة ويتعبها فتكل، ثم إن الأمعاء هي الأخرى تكسل فكان فرض الصيام فيه فسحة لهذه الأعضاء وهي تشبه الاجازة السنوية التي يستعيد منها الإنسان قوته ونشاطه، فإذا راعينا القواعد الصحية ولم نربك المعدة عند الافطار بمختلف الأكل والسوائل فإننا نجني الفوائد الصحية من صيامنا.
إن فراغ المعدة والشعور بالجوع والعطش يصفي الذهن ويجعل الإنسان أقرب إلى ربه وهو جائع فيه وهو ممتلئ البطن فإذا آلمه الجوع عاد بالذاكرة إلى ما أعده الله للمتقين من نعيم في الآخرة وما وعد من فواكه تلذها نفسه وتشتاق إليها في الجنة ثم يتذكر مقابل ذلك ما توعد الله به الكفار من عذاب وبؤس وشقاء سرمدي هذا مع أن الإنسان قد وضعت في طريقه هذه الحياة أمورا تضطره إلى ارتكاب الذنوب كبيرها وصغيرها فوضع له مقابل هذا عبادات تغسل هذه الذنوب وتكفر هذه الخطايا في كل عام حتى لا تتراكم عليه الذنوب فيهلك.
من صام رمضان ايماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، قال الله في الحديث القدسي (قد أعددت للصائمين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - الصوم لي وأنا أجزي به) والصيام أمانة بين العبد وبين ربه ولذلك عظم أجره -{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ثم إن الصيام جنة للصائم من ارتكاب الذنوب أو أنه يقيه من العذاب يوم القيامة. ومن الناحية الاجتماعية الصيام يعلم الانسان النظام فهو في الإمساك عن الطعام ينفذه أمر وعند الأكل يأتي مباحا فهو يأكل في وقت وينتهي في وقت معين وهذه الدقة في الموعد تجعله يتعود على الانصياع للأوامر والنواهي إضافة إلى ما فيه من اجتماع عند الفطور والسحور وصلاة التراويح كما تكثر فيه الصدقات من المحسنين حرصا على مضاعفة الأجر والثواب فيه.
وهناك حكمة دقيقة وهي المساواة بين الأفراد في هذا الصيام والتي هي أبعد من ذلك شعور الفتى الذي لا يعرف إليه الجوع سبيلا خلال أيام السنة بالجوع والعطش إذا صام فيتذكر إخوانه الفقراء الذين يعانون آلام الجوع يومياً فيرق لهم ويجود عليهم بما تطيب به نفسه من ماله.
وما تطرقت إليه نزر يسير من الحكم والأسرار التي فرض الصوم علينا وعلى الذين من قبلنا من أجلها وجعله أياما معدودات رحمة بنا.
نسأل الله التوفيق والطاعة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved