* سعد السيف :
الموقع والجغرافيا
تقع بلدة الشعراء في قلب نجد ذلك الجزء المهم من المملكة العربية السعودية وهي في الجانب الشمالي من جبل ثهلان الشهير في سفح قمة الرعن من جهته الشرقية ويفصل بينهما وادي الشعراء، وهي تتبع محافظة الدوادمي وتبعد عن مدينتها بنحو 35 كيلو من الجنوب الغربي وغرب مدينة الرياض بنحو 350 كم والشعراء ما تزال تحتفظ باسمها القديم، فقد كانت مورد ماء لبني نمير، حيث ذكرها الهمداني: (280- 334هـ) وعدّها ضمن مياه ثهلان ثم توسعت وشمل الاسم المدينة التي بُنيت حوله.
وذكرها البكري في معجمه بقوله: قال ابن مفرغ وابن زياد يعذبه بالبصرة:
ومن تكن دونه الشعراء معرضة
والأيدعان ويصبح دونه النهر
يجد شواكل امر لا يقوم لها
رث قواه ولا هو هاءة خور
وذكر الهمداني في صفة جزيرة العرب بقوله: ومن مياه ثهلان ذويقن وذو فلحاء والكلاب. والشعراء وهي شرقي جبل ثهلان وفي أعلى واديها جبل أحمر يقال له تيماء، وقال أحد الشعراء:
نحن على العهد ما دمنا وما بقيت
رضوى بينبع او تيما بشعراها
قال ابن بليهد (1310- 1377هـ) (الشعراء) بلد معروفة بهذا الاسم في عالية نجد شرقي جبل ثهلان، بها مزارع ونخيل وسكان وتنتابها الأعراب من كل ناحية).
ويقال: (خف القطين من الشعراء وارتحلوا). وعن تحديد موقع الشعراء قال الشاعر محمد بن بليهد:
يمطر على دار محاذلها صوح
غرب وهي شرق عن ام المراويح
التسمية
إذا كان بعض اللغويين العرب قد قالوا: بأن الأسماء لا تعلل، فإن الباحث يهمه أن يجد نادرة يتمسك بها، أو بارقة أمل يتعلل بها، هذا إذا خفي السبب، وانطمست العلة، أما إذا وجد شيئاً يهتدي به، أو وشيجة بارزة فيما طرح أمامه، فإن ذلك سبب قوي يزيل اللبس، ويمحو كثيرة الأقاويل والظنون.
وبلدة الشعراء هي جزء من بلادنا التي نعيش فوق أرضها وتحت أديم سمائها والأسماء قوالب المعاني وكل شيء يطلق على شيء فله من اسمه نصيب، والشعراء في اللغة: الشجر الكثير والشعراء: الأرض ذات الشجر وقيل الكثير الشجر، وقال أبو حنيفة الدينوري: الشعراء الروضة يغم رأسها الشجر. وجمعها شعر يحافظون على الصفة إذ لو حافظوا على الاسم لقالوا: شعراوات وشعار وقيل روضةٌ شعراء كثيرة الشجر ورملة شعراء تنبت النصي، ويبدو أن موقع الشعراء قد اكتسب تسميته من صفة أرضه.
فهي تتميز بخصوبة الأرض وكثرة المياه مما جعل منها منطقة رعي وتحطيب مهمة، وقال أبو حنيفة أيضاً الشعراء شجرة من (الحمض) ليس لها ورق ولها هدب تحرص الإبل عليها حرصاً شديداً، تُخرج عيداناً.
شداداً ونظراً لكثرة نباتات الحمض في منطقة الشعراء فإننا نرجح ذلك الوصف خصوصاً إذا ما قارناها بالشبرمية المنسوبة إلى نبات الشبرم استئناساً وإن كانت الأسماء أحياناً لا تصل.
وهناك قول آخر عند العامة أنها سميت الشعراء نسبة إلى بيوت الشعر التي كانت في وقت من الأوقات وخصوصاً وقت الصيف حيث يكثر نزول البدو حول هذه البلدة من جميع الجهات وأخذ الاسم من بيوت الشعر.
وقد أتاحت هذه الصفة للشعراء في حينها بالإضافة إلى موقعها المتوسط في الجزيرة العربية ووقوعها على مفترق طرق قوافل أن تكون منطقة جذب وتقوم فيها سوق تجارية تقصدها الحاضرة والبادية.
موقع بلدة الشعراء على أجهزة تحديد المواقع GARMIN (الإحداثيات)
الشعراء 52 15 24 N
03 11 44 E
الموقع الفلكي
تقع بلدة الشعراء بين خطي عرض.. 15، 24 - 00 17 24 شمال خط الاستواء، وخطي طول.. 10 44 - 00 12 44 شرق خط غرينتش.
أما المنطقة مجال البحث فتقع بين خطي عرض .. 50 23 - 00 25 24 شمالاً وخطي طول .. 45 43 - .. 35 44 شرقاً تقريباً.
ومن أهم النباتات التي
تكثر في المنطقة
النباتات الدائمة مثل: الرمث، العرفج، الأثل، الطلح، السدر، الطرفاء، الأرطاء، العشر، السلم، العوشز، المرخ.
والنباتات الموسمية مثل: الحواء، الربلة، الثمام، النصي، الحرمل، الثموم، النقيع، الثيل، السعدان، السبط، البسباس، القرقاص، الصمعاء، الهالوك، النفل، العجله، البقراء، الشرشر، البعيثران، الهراس، الحوذان، اليهق.
ومن النباتات الفطرية التي تنمو عقب سقوط الأمطار في الموسم الفقع (الكمأة) والطرثوث.
قدمها ومكانتها التاريخية
يحيط بالشعراء عدد من الجبال والهضاب التي شكلت في مجموعات شخصية الشعراء الطبوغرافية، مما جعل منها منطقة جذب قبلي منذ القدم. كما تردد عن عدد من أسماء المواضع الجغرافية في الشعراء على ألسنة الشُعراء، وخاصة بعد يوم الكلاب الثاني الذي يُعد من أشهر أيام العرب في الجاهلية وكان بين تميم ومذحج وأحلافها وقد كانت هذه المواضع قريبة من مسرح الأحداث.
والنقوش وبعض رسوم الأسوُد في جبل ثهلان خير شاهد على مرور حقب زمنية متعددة.
ص.ب 927 الدمام 31421
|