Sunday 17th October,200411707العددالأحد 3 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

البديع في وصف الربيع البديع في وصف الربيع
بقلم: عبد الله بن حمد الحقيل (*)

هذا عنوان كتاب صدر للأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن عسيلان وقد حققه وكتب الدراسة والتعليق عليه وهو الموسوم ب(البديع في وصف الربيع) تأليف أبي الوليد إسماعيل بن محمد بن عامر بن حبيب الحميري الإشبيلي المتوفى سنة 440ه. وقد أمضيت في صحبة هذا الكتاب وقتاً جميلاً وخاصة مع الأدب الأندلسي الذي تغنى به الأدباء وترنم به الشعراء وما حفلت به تلك الديار من مباهج الطبيعة ومفاتنها. وقد برع الأندلسيون في تصوير مظاهر الجمال وبدائع الصور. وقد جمع المؤلف في هذا الكتاب النفيس صوراً شعرية ونثرية لكوكبة من أدباء الأندلس من معاصريه فاختار أجمل أشعارهم وانتخب ما جادت به قرائحهم شعراً ونثراً. ويقول المحقق في ثنايا تقديمه الكتاب: (يعد هذا الكتاب مصدراً أساسياً لدارسي الأدب الأندلسي بصورة عامة وما يتعلق منه بوصف الطبيعة بصورة خاصة؛ إذ يضع بين أيدينا روائع وبدائع من الوصف الذي تبرز منه ملامح جديدة للإبداع والتجديد والابتكار في الشعر والنثر الأندلسي وهو منهل ثر لمثل هذا اللون من الأدب وقد طرح المؤلف بعض الآراء والقضايا واللمحات النقدية).
وقد بذل المحقق جهدا في تحقيقه هذا الكتاب حيث اعتمد على نسخة من مكتبة الأسكوريال حيث إنها هي النسخة الوحيدة للكتاب.. كما عمل على تخريج ما ورد في الكتاب من مقطوعات شعرية ونثرية وأمثال وأقوال وذلك بالرجوع إلى المصادر لدى العلماء والمحققين كما ترجم للأعلام الذين يحتاجون إلى ترجمة من علماء وأدباء ووزراء وكتاب. والدكتور العسيلان صاحب قلم متمرس في الكثير من قضايا الأدب والتراث وقد قام بتحقيق مجموعة من الكتب كحماسة أبي تمام وشروحها ومعانيها وكتاب البديع لابن المعتز ومعجم شعراء الحماسة وغيرها من البحوث والدراسات في النقد والأدب في اللغة.. وهذا الكتاب في الواقع حافل بالكثير من الأشعار التي جاءت في الربيع والياسمين والبنفسج والورد والأقحوان والرمان.
وبالجملة فهذا الكتاب الذي حققه الدكتور عبد الله العسيلان يعد من المؤلفات الأدبية الجيدة التي ظهر فيها جهد المحقق، وبارك الله في جهود من يهتم بالتراث ويجعل منه منطلقا لكل عمل فكري مفيد وإن إحياء التراث العربي الإسلامي والعناية به لعمل جليل فتراثنا يفيض بذخائر لمؤلفات تشع بالنور، ومن الخير أن يعمل على إحيائه والاستفادة منه ليصبح زاداً ثقافيا واعياً ومنطلقا واسعا للأجيال ونبراساً يضيء الطريق فهو روح الأمة وحافل بصفحات مشرقة ناصعة من ذخائر المعرفة، وكم هو جميل أن تكون محورا وموضوعاً لاهتمامات الباحثين وتناول ذلك بالدراسة والتحليل على أصول ثابتة ومنهج قويم.

(*) أمين عام دارة الملك عبد العزيز الأسبق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved