Sunday 17th October,200411707العددالأحد 3 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

بيع الصديق الأنيس! بيع الصديق الأنيس!
يوسف بن محمد العتيق

حفل تراثنا العربي بالكثير من القصص والمواقف التي لا يختلف عنها الكثير من القصص والمواقف في حياتنا المعاصرة وقد كانت أوجه التعبير عن المواقف هي نفسها التي كانت تتم سابقاً هي التي تقام لاحقاً.. أقول هذا الكلام تعليقاً على قصة أحد الأدباء الذين أشار إلى خبرهم المؤرخ ابن الجوزي في كتابه المنتظم حين أشار إلى أن أحد الأدباء اضطرته الظروف إلى بيع أحد كتبه النوادر من أجل إطعام أطفاله، وقال مقطوعة شعرية في غاية الروعة وأورد منها ابن الجوزي هذا النص ولا أدري هل النص هو كل ما قاله هذا الشاعر الأديب أم أنه قطعة من هذه الأبيات الجميلة حيث قال عن النسخة الخطية لكتاب الجمهرة في اللغة:


أنست بها عشرين حولاً وبعتها
لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها
ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعف وافتقار وصبية
صغار عليهم تستهل جفوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرتي
مقالة مكوي الفؤاد حزين

ومثل هذه القصة تكررت في التراث أوردها العلماء والمؤرخون متحدثين عن رقة الحالة المادية لبعض الأدباء والكتاب.
وفي عصرنا الحاضر اشتهرت قصة بيع الأديب الشيخ ابن عقيل الظاهري لمكتبته الخاصة وتحدثت عنها الكثير من الصحف، وبغض النظر عن الجانب الشخصي لهذا الموضوع لدى المتقدمين والمتأخرين إلا أن هذا موضوع جدير بالدراسة والاهتمام وبخاصة أن ظاهرة بيع المكتبات لم تتوقف من قبل الكثير من الأدباء والكتاب وقد كثرت الأخبار عن أدباء وكتاب باعوا مكتباتهم مؤخراً في أرض العراق بعد ظروف الحصار الشهير. ولم تخل أرض من هذه الحالة فهل من المستساغ أن يكون الأديب الذي يتنفس الدنيا من خلال مكتبته يبيعها لظرف مادي.
للتواصل
فاكس: 2092858


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved