* كتب - عبد العزيز العبيد:
ولد الكسندر مستوفوي في مدينة سان بترسبيرج في الثاني والعشرين من اغسطس من العام 1968 وانتقل إلى العاصمة السوفيتية موسكو وهو في الثامنة عشرة من عمره ليلتحق بفريق سبارتاك موسكو أحد أقوى الأندية في ذلك الوقت وكان بداية يلعب مع الفريق الرديف قبل ان يبدأ في الدخول التاريخي مع الفريق الأساسي وخلال أكثر من مائة مباراة لعبها مع هذا الفريق وسجل خلالها 34 هدفاً حقق بطولتين للدوري عامي 87 و89 ووصلوا أيضاً إلى نصف نهائي كأس أوروبا في العام 1991م.
وبعد أن أمضى خمسة مواسم مع الفريق الروسي أصبح يبحث عن تأمين مستقبله الكروي في محاولة لجني أرباح أكثر واسم أكبر وان يدخل اللعبة الحقيقية مع أباطرة أوروبا وبالفعل انتقل إلى نادي بنفيكا البرتغالي في العام 1992م ولكن هذا الانتقال لم يأت بالصورة التي كان يرغب فيها بل على العكس تماماً أمضى إحدى أكثر سني حياته إحباطاً في البرتغال عندما لم يستطع ان يفرض نفسه سوى في تسع مباريات فقط لم يسجل فيها أي هدف ويخرج من هذه التجربة محطماً وبآمال منكسرة.
وفي العام 93 جاء الفرج على يد الفرنسي دانييل جيان بيوكس مدرب كان الفرنسي والذي طالب إدارة ناديه بالتعاقد مع هذا اللاعب لاقتناعه التام بمستواه بعد ان راقبه كثيرا ليتم شراءه بالفعل ويمضي موسما لم يكن بالمتفوق ولكن أعاد له شيئاً من روحه وثقته بنفسه بعد ان لعب 15 مباراة سجل فيها ثلاثة أهداف ولكن بعد ذلك كانت الأمور تتجه للأفضل فرغم انتقال المدرب بيوكس في العام الذي يليه إلى نادي ستراسبورغ إلا ان ذلك لم يعن سوى ان ينتقل هو الآخر إلى نفس النادي بعد الحاح من المدرب ولم يخب هذا الروسي ظن مدربه به فقد سجل خلال موسمين قضاهما مع هذا الفريق خمسة عشر هدفاً وكان عنصراً رئيسياً ومؤثراً في الحصول على كأس فرنسا في العام 95م وهي البطولة التي لفتت إليه الأنظار وأعادت إليه ثقته بنفسه بشكل كامل.
بدأت شهرة مستوفوي تتوسع على النطاق الأوروبي بعد ان تم انتقاله إلى نادي سيلتا فيجو الإسباني بمبلغ مليوني يورو في العام 96م ليغلب على قلوب مشجعي هذا النادي بمستواه العالي ومهارته الملفتة ليلقبوه بالقيصر وليقودهم بدوره إلى إنجازات غير مسبوقة في ان يتحصلوا على أحد أفضل ستة فرق إسبانية في العام 2001م ويقود الفريق إلى نهائي كأس إسبانيا قبل أن يخسر النهائي ولكن ذلك لم يمنعه من الوصول بالفريق إلى بطولة أبطال أوروبا كأول مرة في تاريخ النادي في الموسم الماضي بعد أن وصل الفريق إلى المركز الرابع في مسابقة الدوري الإسباني.
تاريخ اللاعب الدولي لم يكن بذلك التاريخ الناصع فلم يساعده انتماؤه لروسيا في تحقيق الكثير من الطموح مع هذا المنتخب غير القوي أوروبياً بل انها وصلت لأن تكون محبطة فالمنتخب خرج مبكرا في كأس العالم 94 ولم يستطع أن يصنع أي شيء في أوروبا 96 والأمر انسحب على البطولات التالية كأس العالم 98 و2002 وأوروبا 2004 والتي أقصي منها قسراً عندما انتقد في الصحف الإسبانية خصوصاً مستوى المنتخب التدريبي وهو الأمر الذي حدا بمدربه آنذاك بأن يتهمه بمحاولة التغطية على مستواه بكثرة الحديث عن الوضع الفني ولكن الأيام أنصفت اللاعب الفذ فالمنتخب الروسي يخسر من البرتغال بنتيجة مذلة قوامها سبعة أهداف في موقف لن ينساه التاريخ للمدرب الروسي بارتسيف الذي اهتز منصبه وهو الذي أبعد مستوفوي بعد أول مباراة في بطولة أوروبا الماضية أمام المنتخب الإسباني.
مستوفوي ليس لاعباً كاملاً فهناك بعض التصرفات التي لم يكن يرضاها منه أحد وهي التي جرت عليه ايقافات متكررة مع ناديه الإسباني أو منتخب بلاده بل انها شوهت بالفعل بعضاً من سمعته الدولية فتصور انه في إحدى المباريات مع فريقه سيلتا فيجو وبعد ان ثار غاضبا من طريقة اللعب فاجأ الجميع بخروجه من الملعب! دون إذن من مدربه مما ساعد في إيجاد عدد من المشاكل ويعاقب بكرسي الاحتياط والخصم من راتبه.
النهاية لم تكن سعيدة مع هذا اللاعب فبعد كل هذه السنين مع سيلتا فيجو هبط النادي في الموسم الماضي إلى الدرجة الثانية الإسبانية ليضطر رئيس النادي إلى تسريحه مع عدد من اللاعبين الآخرين بسبب ارتفاع أجورهم وينتهي اسم اللاعب أوروبياً بشكل لم يكن يرغب فيه هو أو أبعد محبيه ولكنه ما زال متعلقاً بكرة القدم حيث يكرر دائماً بأنه يرغب في أن يلتحق بالعمل في مجال التدريب رغبة في أن يرضي طموحه الكروي الذي مازال عطشاً.
|