سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعقيباً على مقال وزير التربية والتعليم تحت عنوان (هكذا نريد أن نعلم ونتعلم)، والذي تمَّ نشره يوم الجمعة الموافق 17-8. فالمتابع لما يكتب معالي وزير التربية والتعليم وما يدلي به من تصريحات يعد شاهداً حقيقياً على حرصه على التربية والتعليم في هذه البلاد، وأن همه الرقي والنهوض بهما في جميع المجالات من كل الجوانب. ومنها ما تطرق إليه معاليه في بداية مقاله عن الأوضاع الحالية التي تمر بها بلادنا - حفظها الله من كل مكروه - من قيام بعض ضعاف النفوس بمحاولة زعزعة الأمن وقتل الأبرياء من الشيوخ والأطفال التي باءت جميعها بالفشل نتيجة تصدِّي حكومة هذه البلاد لكل معتدٍ، حيث ضرورة مواجهة هذه الأحداث من خلال العملية التربوية والتعليمية، ودور المعلم في ذلك التصدي لهذه الأفكار المنحرفة بكل ما يملك، وإشعار الطلاب بخطر هذه التصرفات على الفرد والأمة، وأن هذا الفعل خروج على ما ورد في كتاب الله وسنته، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أطاعني فقد أطاع الله، ومَنْ عصاني فقد عصى الله، ومَنْ يُطع الأمير فقد أطاعني، ومَنْ يَعْصِ الأمير فقد عصاني). فطاعة ولي الأمر مقترنة بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لما لها من الآثار الحميدة المترتبة عليها، من تلاحم الأمة وتماسكها واستمرار وحدتها، وهي سبب لقوة الأمة وهيبتها ونصرها على أعدائها في الداخل والخارج وإشاعة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
وما كتبه عن الاجتماع وعدم التفرق، حتى إنه لو وجد هناك اختلاف في الرأي فإنه لا يفسد للود قضية، وتطرق معاليه إلى أن النجاح في العملية التربوية والتعليمية يستلزم وجود قائد تربوي حكيم يتمتع بخبرة طيبة، فالقائد التربوي المحنك هو القادر بعد الله تعالى على إنجاح العملية؛ لأنه هو المسؤول الأول عن المدرسة، وهو الذي يعايش الأحداث والوقائع التي تحدث داخل أسوار المدرسة، فليكن حرصه الأول والأخير هو النهوض والرقي بمن حوله، وطَرْق شتى الوسائل والطرق لتحقيق ذلك الهدف الذي يغفله كثير من مديري المدارس إما عن جهل أو لتحقيق بعض الأشياء الشخصية التي لا تمتُّ للتعليم بصلة، ويكون ضررها أكثر من نفعها، وتكون معول هدم على الإدارات العامة للتربية والتعليم بشكل خاص، وعلى وزارة التربية والتعليم بشكل عام. ومن هذه التصرفات خذلان بعض المعلمين أو التنقيص من قدرهم أو ظلمهم في المعاملة والتقدير، فالمدير يجلب لنفسه عدم الراحة والاطمئنان، ولغيره الخيبة والخسران. فتركيز معالي الوزير على المعيار الذي يتم من خلاله اختيار مديري المدارس ينطوي تحت الكفاية أولاً، والكفاية لا تنحصر تحت تعريف معيَّن، وإنما تشمل أشياء عديدة، منها عدم رجوع مدير المدرسة لإدارة التربية والتعليم في كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة، وإنما يتعامل مع مَنْ حوله بكل حكمة، ويعيد لهم شعرة معاوية، ولا يكون رجوعه إلى الإدارة إلا في الأشياء الكبيرة التي هي من تخصُّص مدير عام التربية والتعليم، وقد قال المثل: (أرسلْ حكيماً ولا تُوصِهِ).
ثانياً: الإخلاص في العمل لا يكون مقبولاً إلا إذا كان خالصاً لوجه الله تعالى، فيطرح الله فيه البركة.
ثالثاً: الاقتدار، فالقدرة مطلب أساسي لا يُكلَّف بها مَن لا يستطيعها، قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. فالمدير القادر له دور كبير في إنجاح العملية التربوية والتعليمية من خلال استطاعته جعل الأمور تسير بتدرج وانتظام، لا يطغى جانب على حساب جانب آخر، وأن تنبذ جميع الاختلافات وسوء التصرفات التي تصدر من البعض، وبث روح التعاون والألفة كما حثَّنا الدين الإسلامي أن يكونوا كالجسد الواحد.
وفي ختام مقالي هذا لا يسعني إلا أن أشكر الوزير على حرصه الذي لمسه جميع مَنْ هم في السلك التعليمي من خلال أقواله التي برهنها بأفعاله، وهو لم يحجب نفسه عن أحد، فهو مع الجميع ومتواصل معهم بجميع الوسائل الحديثة التي قرَّبت البعيد واختصرت المسافات.
سعود بن حمود السليمان
ثانوية الصديق بحائل |