استوقفني منظرك من بعيد.. من بين الكل.. شامخ.. معتدل.. وتطلق شعاعا مريحا للأعصاب.. أفقت من مكاني وسارعت بأخذك.. قلّبتك.. شعرت بالشوق الشديد لك.. لم أكن مرتاحة إلا بقربك.. متأسفة أنا.. فمنذ مدة لم أرك.. قرآني الكريم.
وأصبحت كل يوم أقرأك.. وينتابني شعور جميل عندما أقلب صفحاتك.. بلهفة واعتزاز.. هذا كتابي.. هذا ديني وعقيدتي.. هذا مبدئي.. وأسلوب تعاملي..
وحزنت على أحوالنا - أحيانا -.. فعندما نشعر بالحزن نبحث عن كتب (السعادة) .. وعندما نشعر بضيق أو هم نقرأ كتب (التفاؤل والأمل) .. وعندما ينتابنا خَطْب، أو أمر عصيب نبحث في مجلدات حل المشاكل وفك العقد.. أو كتب (صغائر الأمور) .. وغيرها الكثير..
لا ألغي وجودها.. لا أطمس فائدتها.. لا أنكر نتائجها.. لكن كمرجع ثانوي.. وكحل آخر.. فلماذا نتعب في التفكير.. ونتشتت في البحث.. والحلول كلها مجموعة في كتاب صغير..؟
فيه السعادة والأمل.. فيه الراحة والطمأنينة وسكون النفس.. فيه قصص عظيمات نبكي عند قراءتها.. فيه العمل والجزاء.. فيه الجنة والنار.. وفيه الدنيا.. وفيه الآخرة.
معجزة هي وضعها الله بين أيدينا.. فلم نتركها..؟ فلم نركنها..؟ لنضعه بجانب المكتب.. أو السجادة.. أو حتى يجانب السرير لتقرأه قبل النوم.. فنحن نحتاجه كل ساعة.. لا فقط كل يوم..
فأرجوكم لا تضعوه بعيدا.. ولا تركنوه جانبا.. أو تضعوه مع غيره من الكتب.. لأنه ليس كغيره من الكتب.. وتذكر.. متى كانت آخر مرة قرأت فيها القرآن وتدبرت بمعانيه.. حتى فاضت عيناك من خشية الله..؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) فترى.. ما الذي يبعد الناس في هذا الزمن عن شفيع لا يطلب الكثير؟؟!
| 
"الرأي"