الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً، وجعل الموت والحياة من سننه في خلقه {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}،{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، وسبحانه الذي اختص بالحياة دون غيره من الخلائق أجمعين، والله سبحانه وتعالى عندما قدَّر الاقدار والمصائب على خلقه اختباراً منه جل وعلا لعباده على قوة الصبر فالذي يصبر على أقدار الله له البشرى.. {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. ففي صباح يوم الجمعة الموافق 24-8-1425هـ فقدت محافظة رياض الخبراء ابناً باراً من أبنائها، ويد خير باذلة في وجوه الخير والعطاء.. إنه الشيخ محمد بن صالح السديس عميد أسرة السديس بجميع أنحاء المملكة - رحمه الله رحمة واسع وأسكنه فسيح جناته -.. فعندما نتحدث عن شخص كهذا نتحدث عن رجل له أيادٍ بيضاء، وبصمات شامخة وعطاءات مستمرة في ألوان الخير.. ومشاريعه شاهدةً له في محافظة رياض الخبراء والمحافظات الأخرى، وستبقى له هذه المشاريع الخيرية بمثابة الصدقة الجارية والتي لا ينقطع أجرها - بإذن الله تعالى -، كما نتحدث عن خلقه الحسن وأريحيته الطيبة وبشاشته المعهودة مع القريب والبعيد واتساع صدره وخاطره الطويل.. فحديثه التاريخي لا يمل كما أن مجلسه لا يمل.
الكل يبكيك يا أبا صالح، ولوعة الفراق تأسر القلوب.. مهما نثر المداد على بياض الورق فلن أوفيك حقك.. فنسأل الله أن يكون ما قدمه في أعمال البر والخير شفيعاً له يوم القيامة.. كما أسأله أن يتقبل صالح أعماله وأفعاله ويغفر ذنوبه وزلاته، ويسكنه جنات عدن في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. كما نقول لزوجاته وأبنائه وبناته وأقاربه جميعاً.. أحسن الله عزاءنا وعزاءكم وغفر الله لميتنا وميتكم والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
|