الشعر نوع من الأدب.. وما يريده المتلقي من الأدب يريده من الشعر, فهو تعبير عن الإحساس وتنمية للذوق. كما أنه عامل من عوامل البهجة بالحياة والاستمتاع بالجمال وإضفاء السعادة على النفس، علاوة على أن في الشعر تاريخاً وذكريات وتعبيراً عن البيئة والحياة. والشعر ثقافة وسعة أفق ووعي واطلاع وتفكير راق ومتحضر وإضاءة للحياة.
وحين يدبج الشاعر قصيدة فإنه يعبر عن انفعالاته نحو ما يجيش في نفسه وما يخالجه من أحاسيس ومشاعر سواء في الفرح أو الحزن أو أي إحساس بداخله. والشاعر أو الشاعرة اللذان يبرزان أشعارهما فإنهما بالطبع لا يقصدان الشهرة أو الظهور.. لكنها محبة الشعر الدفينة والانتماء إلى هذا النوع من الأدب الجذاب.. ولن يجيد هذا الفن إلا من كانت لديه شحنات قوية من العواطف ومخزون من الثقة وقبل هذا وذاك الاستعداد الفطري أي (الملكة) أو الإلهام.
والشعر منه الفصيح ومنه العامي أو الشعبي والأخير نوع من أنواع الأدب وهو زميل للفصيح.. وهو أدب خصب يخاطب المجتمع بجميع فئاته خاصته وعامته، يروى عبر الأجيال ويتوارثه الابناء عن الآباء والأجداد.
كما أنه مرآة صافية يعكس البيئة بكل تبايناتها ويعبر عن الحياة الطبيعية البسيطة خاصة في البوادي والمجتمعات الصحراوية. ونلاحظ في زماننا هذا كثرة الجدل حول الشعر الشعبي.. فمن المثقفين من يحاربه ويطالب بعدم الاهتمام به ومنهم من يتطرف في حبه وعشقه وهناك فئة معتدلة ترى انه نوع من التراث لا يستهان به لكن في حدود.
والغريب أن الاختلاف طال التسمية.. فهناك من يسميه الشعر العامي وهذا أصح الاسماء بعد اصطلاح الشعر الشعبي.. أما الذين يسمونه الشعر البدوي فهم مخطئون لأن كثيراً من الشعراء المجيدين والذين برزوا وأبدعوا فيه لم يكونوا من البادية. وكذلك تسميته بالشعر النبطي فهي أيضاً تسمية خاطئة.
ورغم ان الساحة مليئة بالشعراء الشعبيين المتميزين وكذلك بالشاعرات المتميزات إلا أنني ومن باب التحيز للأنثى من بنات جنسي سأتناول بعض الأسماء لشاعرات متميزات، لي مع أشعارهن وقفات إعجاب وتقدير ولا يعني هذا اقتصار الإبداع عليهن لكنه رأيي وللناس فيما يعشقون مذاهب. كنت ممن استهواني شعر الشاعرة عابرة سبيل - رحمها الله - التي بفقدها فقدت الساحة الشعبية إحدى أبرز شاعراتها، أما الشاعرة الراسية فهي شاعرة تتميز بقوة شعرها وهي - في نظري - أبرز شاعرات الخليج، كذلك الشاعرة الريمية فهي شاعرة تتميز بشعرها الجميل. أما الشاعرة القديرة تذكار الخثلان فهي شاعرة المشاعر تأسر المتلقي بإبداعها الأدبي الجميل المعبّر عن ذاتها ولا أستطيع إيفاءها حقها مهما ذكرت من مميزات فيها فهي علم في رأسه نار.
كذلك من الشاعرات المبدعات المتميزات الشاعرة سلطانة السديري والشاعرة غيوض فلهن جميعاً محبتي وتقديري وارجو لهن المزيد من الابداع والتألق.
|