* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي - علي البلهاسي:
حذَّر خبراء الاقتصاد في مصر من تصاعد الحديث حول الآثار والتداعيات السلبية لتفجيرات طابا الإرهابية على الاقتصاد المصري والسياحة ومناخ الاستثمار، وأكد الخبراء أن التفجيرات كانت لأهداف سياسية بالدرجة الأولى وأن الاقتصاد لم يكن المقصود من ورائها.
وقالوا إنه لا بد من دراسة حقيقية لتقييم تداعيات الحادث وتكلفته الاقتصادية قبل الحديث عن أي خسائر خاصة وإن هذه الخسائر قد تكون محدودة ويتم تضخيمها بسبب المخاوف الزائدة من تأثير مثل هذه العمليات الإرهابية على الاقتصاد وخاصة في مجال السياحة.
*****
تأثير محدود
وأكَّد الدكتور أحمد جويلي رئيس مجلس الوحدة الاقتصادية العربية أن تأثير التفجيرات سيكون محدوداً للغاية ولن تؤثر على السياحة المصرية بشكل عام. وقال إن التأثير السلبي سيكون مقصوراً على منطقة طابا فقط وسرعان ما ستعود الأمور إلى طبيعتها لأن مصر قادرة على استيعاب مثل هذه الحوادث التي لا تتفق مع قيمنا الدينية ولا مع طبيعتنا.
وأشار د. جويلي إلى أن دول العالم ستتفهم أن الأحداث الأخيرة في فلسطين هي سبب الحادث وليس لأي خلل أمني وهذا ما سيتفهمه السائحون أيضاً خاصة أن التفجيرات لم يقم بها أي مصري وحدثت نتيجة إرهاب خارجي.
وأكد جويلي أن هدف هذه التفجيرات ضرب الاقتصاد المصري الذي عرف طريقه للانتعاش في الفترة الماضية خاصة أن السياحة من أهم الموارد الاقتصادية المصرية ويعمل بها عدد كبير من المواطنين ولهذا استهدفت منشآت سياحية.. وحذَّر جويلي من التضخيم من شأن التوقعات بالآثار السلبية للحادث على الاقتصاد حتى لا يزيد ذلك من حجم الأزمة.
تعويض الأضرار
ويقول الدكتور علي لطفي رئيس وزراء مصر الأسبق وأستاذ الاقتصاد إن مثل هذه الأحداث تتعرض لها كثير من الدول في الآونة الأخيرة ولا شك سيكون لها تأثير سلبي على عائدات السياحة خاصة أننا على أبواب موسم سياحي ولكن هذا التأثير سيكون مؤقتاً وطفيفاً لأن مصر تنعم بالأمن منذ أكثر من سبع سنوات ولم تشهد مثل هذه الأحداث منذ حادث الأقصر عام 1997 ولا بد لاحتواء آثار هذه التفجيرات أن يتم الإسراع برفع الأنقاض وإصلاح مبنى الفندق خاصة أنه يقع على الحدود ومراجعة الإجراءات الأمنية وعلاج أي قصور بها وكذلك لا بد من قيام الحكومة المصرية بتوضيح الصورة كاملة للرأي العام العالمي وداخل مكاتب السياحة الدولية والمناطق التي تستقطب عدداً كبيراً من السائحين وذلك حتى لا نفقد الحجوزات السياحية للموسم الشتوي وحتى نتفادى أي تأثيرات سلبية على الحركة السياحية وسيكون الحل الأمثل بالتركيز على المناطق السياحية الأخرى لتعويض الأضرار التي ستلحق بالسياحة في سيناء.
تأثر الاستثمارات
وأوضح خالد أبو إسماعيل رئيس اتحاد الغرف التجارية أن التأثير السلبي للحادث على الاقتصاد المصري طبيعي خاصة في مجال السياحة وسيكون هناك تردد من جانب أي سائح قبل الحضور إلى مصر بعد الحادث على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة في الفترة الماضية للنهوض بقطاع السياحة ودعمه. وتوقَّع أبو إسماعيل أن يكون التأثير السلبي في المرحلة المقبلة على استثمارات قطاع السياحة فقط لكنه قال إن ذلك لن يتم بصورة مقلقة ولن يستمر أكثر من ثلاثة شهور، مشيراً إلى أن الاستثمارات خارج قطاع السياحة لن تتأثر من هذا الحادث العارض. وعلى العكس توقَّع الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية أن يمتد التأثير السلبي للحادث إلى قطاع الاستثمار، قائلاً إن الإجراءات والتعديلات الجمركية الجديدة التي من شأنها جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية، هناك توقع كبير بتراجعها بعد الحادث ولمدة تصل إلى أربعة شهور على الأقل إلا أن الاستثمار في منطقة سيناء بصفة خاصة سيتوقف تماماً لمدة لن تقل عن عامين بما يمثِّل خسارة كبيرة للاقتصاد المصري لأن عائد السياحة حتى العام الماضي 4 مليارات دولار والسياحة الإسرائيلية لها وجود كبير في سيناء، مشيراً إلى أنه وقت وقوع الحادث كان هناك نحو 50 ألف سائح إسرائيلي.
توقيت سيئ
ويقول سعيد الألفي رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب إن التوقيت السيئ للتفجيرات سيجعل لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد المصري عموماً وعلى السياحة بوجه خاص، لكنه توقع عدم امتداد هذا التأثير لوقت طويل قائلاً إنه تأثير وقتي ومحدود جداً. وأضاف: إن مثل هذه التفجيرات التي وقعت في طابا ووقعت من قبل في الأقصر عام 1997 يزيد من تأثيراتها عنصر التوقيت، حيث إن معدلات السياحة متدنية بالفعل في معظم دول الشرق الأوسط ومنها مصر نظراً للأحداث السياسية في العراق وفلسطين، ونتمنى أن تتجاوز السياحة المصرية هذا الحادث. وأشار إلى أنه سيكون هناك تأثير مباشر على الاستثمارات في منطقة طابا وسيناء، ودعا الشركات السياحية المصرية إلى التأكيد على ارتباط الحادث بالعنف الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأنه ليس له أي علاقة بالمناخ الأمني المصري حتى لا تتأثر السياحة المصرية بالشائعات والدعاوى الكاذبة التي يتم الترويج لها بعد مثل هذه الأحداث.
|