* جدة - خالد الفاضلي:
ترعى وزارة الخارجية الأمريكية برنامجاً (سريا) مخصص لمكافحة الارهاب ينشط في باكستان، أفغانستان، العراق، كينيا، البحرين، جزر القمر، مدغشقر، وموريشيوس، بعد ان كانت بدايته في كولومبيا، تحت اسم
(المكافآت لقاء العدالة) قبل20 سنة.
يعتبر هذا البرنامج (أهم أدوات ترسانة الحكومة الأمريكية في الحرب على الإرهاب) منذ عام 1984، كوسيلة لمساعدتها على إلقاء القبض أو القضاء على إرهابيين قاموا بالفتك بأمريكيين، ويشرف على هذا البرنامج مكتب الأمن الدبلوماسي (أحد اهم خفايا وزارة الخارجية الامريكية).
ينضوي البرنامج السري تحت إدارة (جو مورتن) مدير مكتب الأمن الدبلوماسي، ويعتبره يدا مخصصة تعمل على (تقديم القتلة الى العدالة)، ويحتل مورتن منصب كبير نواب مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدبلوماسي
(تم تعيينه في مارس 2003) ولديه خبرة عمل 26 عاماً في الوزارة.
كما أنه أعلى ضابط خاص في الأمن الدبلوماسي، وهو مسؤول عن عمليات المكاتب الدولية والمحلية وعن برامج التدريب فيه. يطارد مورتن اجانب يقتلون أمريكيين في الخارج في هجمات إرهابية ( كمثال: الهجومان على السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في أغسطس في 1998 أوديا بحياة 12 أمريكيا إضافة الى أكثر من 200 كيني وتنزاني كما جرح آلاف غيرهم)،
وايضاً العثور على من يفتكون بالأمريكيين ومثولهم امام العدالة.
يأتي في أعلى قائمة المطلوبين للبرنامج زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن،
(مكافأة 25 مليون دولار كحد أقصى لقاء معلومات عن مكان تواجده) ويليه أبو مصعب الزرقاوي، وأيمن الظواهري، ويليهما مباشرة، ثم زعيم طالبان السابق الملا عمر، بمبلغ10ملايين دولار لقاء معلومات عنه.
وكان البرنامج قد دفع، بحسب تصريحات وزارة الخارجية الامريكية، ما مجموعه 57 مليون دولار الى 43 شخصاً، منها 48 مليوناً في الأشهر الستة عشر الأخيرة، وأغلبية المبالغ القصوى هي 5 ملايين دولار(بعد حوادث 11-9- 2001 الإرهابية رفع الكونغرس مبالغ المكافآت الممكن تقديمها وخول وزير الخارجية اتخاذ قرار استثنائي بهذا الصدد)
وتكشف التقارير عن ان صرف 30 مليون دولار، لقاء معلومات قادت الى مكان نجلي صدام حسين، قصّي وعدّي. وبسرعة قياسية كشف عن مكان الاثنين وقتلا في معركة شرسة مع قوات أمريكية بالاسلحة النارية، وذلك بعد 19 يوماً من إعلان البرنامج عن تقديم مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لقاء معلومات عن مكان وجودهما،(تعتبر مكافأة الوشاية بنجلي صدام هي الاعلى في تاريخ البرنامج ).
استطاع البرنامج و بالاستعانة فقط بدليل غطاء علبة ثقاب متابعة رمزي احمد يوسف، كأحد المسؤولين عن تفجير مركز التجارة العالمي في 1993 بنيويورك.
وقد ألقي القبض على رمزي في باكستان وسلم لاحقاً الى الولايات المتحدة، فحوكم وأدين لدوره في التفجير، وتم تقديم رمزي بعد القبض عليه بتهمة ثانية تتمثل بإدارة عملية جديدة تعتمد فيها تفجير12طائرة محملة بالركاب وهي في أجواء المحيط الهادئ، مما قد يتسبب في قتل حوالي 4000 انسان.
وتؤكد وزارة الخارجية انها اعتماداً على فريق مورتن قبضت على
(مير أيمال قانصي) الذي وقف خارج مدخل مبنى وكالة الاستخبارات المركزية في 1993 وقتل موظفين اثنين رميا بالرصاص وهما في طريقهما الى العمل، و تم العثور عليه في باكستان بعد أربع سنوات، بعد تقصي معلومات دلت على قانصين مكتوبة على غطاء علبة ثقاب ايضاً.
ويشمل البرنامج مكافآت مالية، وايضاً يوفر حماية شخصية للمخبرين وعائلاتهم وبالإمكان نقلهم الى وطن جديد والى مكان آخر بينما لا يجوز لمسؤولي أو موظفي الحكومة الأمريكية،سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، أن يتلقوا دفعات من برنامج المكافآت.
(لهذا السبب لم تدفع اية مكافأة مالية لقاء القبض على صدام حسين، رغم أن البرنامج عرض مبلغ 25 مليون دولار مكافأة لمن يبلغ عن مكانه).
|