* غزة القدس المحتلة - واشنطن - بلال أبودقة - الوكالات:
ألجمت الدهشة الفلسطينيين الذين هرعوا إلى المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية ليروا أن أكثر من مائة وخمسين منزلاً قد سوَّتها قوات الاحتلال بالأرض في إطار عدوانها الذي تواصل طوال أكثر من أسبوعين وانتهى مساء الجمعة، حيث انسحبت القوات المعتدية من مواقع لها داخل جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا لتتمركز خارجها استعداداً للانقاض عليها في أي وقت، أو بمجرد انطلاق أي صاروخ للمقاومة تجاه المستوطنات كما يقول قادة هذه المجموعات العسكرية الإسرائيلية..
وأمس السبت استشهد العضو في كتائب شهداء الأقصى محمد العيلة (20 عاماً) متأثراً بإصابته بشظايا قذيفة مدفعية أطلقتها الدبابات الإسرائيلية في السادس من الشهر الحالي تجاه تجمع للمواطنين في مخيم جباليا).
وكان الشهيد أصيب بشظايا في أنحاء الجسم خصوصاً في الرأس ونقل حينها الى مستشفى الشفاء بغزة في حالة خطرة.
ومنذ إطلاق العملية الإسرائيلية في غزة في 28 أيلول - سبتمبر، استشهد 129 فلسطينياً.
ومساء الجمعة انسحبت القوات الإسرائيلية من داخل التجمعات في مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون في شمال قطاع غزة وتمركزت خارجها بعد عملية عسكرية استمرت ثلاثة أسابيع وخلفت دماراً كبيراً.
وما إن خرجت عشرات الدبابات والمدرعات الإسرائيلية من داخل هذه المناطق الثلاث حتى تجمع مئات الفلسطينيين فيها ليشاهدوا دمار عشرات المنازل والمنشآت.
ورغم عدم وجود إحصائية رسمية لحجم الدمار الذي خلفته القوات الإسرائيلية بعد العملية العسكرية الواسعة، إلا أن مصادر أمنية تتحدث عن تدمير أكثر من مائة وخمسين منزلاً ومبنى. ودمرت الجرافات العسكرية على الأقل مركزين أمنيين بينهما المقر الرئيسي لشرطة الاستخبارات العسكرية الفلسطيني في شمال قطاع غزة عند مدخل بيت لاهيا، حيث أقامت مكانه موقعاً عسكرياً تمركزت فيه دبابات عدة.
وأكد مصدر أمني أن دماراً كبيراً أصاب البنية التحيتة في شمال القطاع خصوصاً شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي إضافة إلى شبكات الهواتف وتدمير طرقات عدة.
واقتلعت القوات الإسرائيلية أشجار زيتون وبساتين موالح في شمال غزة قائلة إنها تعمل على حرمان فرق الصواريخ من مكان يختبئون فيه. وجرفت القوات الإسرائيلية مئات الدونمات في منطقة بلدة بيت لاهيا خصوصاً.
ورغم الانسحاب الإسرائيلي من داخل هذه المناطق إلا أن الكثير من الفلسطينيين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم خوفاً من عمليات قصف إسرائيلية، بينما عادت عشرات العوائل لتجد منازلها مهدومة بحسب شهود عيان من سكان المنطقة.
هذا وقد أوضحت صحيفة (ايديعوت احرونوت) الإسرائيلية أن الجيش ينوي البقاء في المناطق الجبلية التي تشرف على المنطقة التى يقوم فيها الفلسطينيون بإطلاق صواريخ القسام، حيث يبقى الجنود الإسرائيليون في حالة استعداد لاحتمال الرجوع إلى المناطق الفلسطينية في حال استئناف إطلاق الصواريخ.
وذكرت أنه بهذه الخطوة ينفذ الجيش قرار رئيس الحكومة أريئيل شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز بالخروج من جباليا وبيت لاهيا.
هذا وقد رحبت الولايات المتحدة بقرار إسرائيل الخاص بالانسحاب من قطاع غزة بعد انتهاء عملية اجتياح عسكري مستمرة منذ أكثر من أسبوعين هناك.
وقال الناطق بلسان الخارجية الأمريكية: (من الضروري التأكيد على هذه اللحظة علاوة على أن الفلسطينيين عليهم مسئولية في إنهاء العنف والإرهاب وعليهم مسئولية خاصة في ضمان عدم استخدام هذه المنطقة وأي منطقة في شن هجمات على إسرائيل بالصواريخ).
إلى ذلك قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إن السلطة الفلسطينية أظهرت أداء (غير مقبول) في مساعيها لمحاكمة هؤلاء الذين يقفون وراء التفجير المميت الذي استهدف قافلة أمريكية كانت تدخل غزة في العام الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر (لم نشهدهم يظهرون إرادة ولا حتى قدرة على التحقيق في القضية بجدية).
وكان ثلاثة حراس أمن أمريكيين قتلوا في هجوم عندما انفجرت قنبلة على جانب طريق في 15 تشرين الاول - أكتوبر عام 2003 بينما كانت القافلة تدخل غزة، وطالبت الولايات المتحدة في ذلك الوقت الفلسطينيين بمحاكمة المسئولين عن الحادث.
|