Sunday 17th October,200411707العددالأحد 3 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

صورت المشاهد وكأنها في «سوبرماركت» صورت المشاهد وكأنها في «سوبرماركت»
طاش 12 بداية باهتة.. وقصة تفتقر إلى عناصر البناء الدرامي

* رؤية وتحليل - علي العبدالله:
عندما نتحدث عن (طاش ما طاش) فنحن نتحدث عن ثلاثي محترف (أي متفرغ للفن) أثبت جدارته خلال فترة طويلة واستطاع من خلالها نجوم هذا العمل أن يحققوا انجازات جيدة وذلك بطرحهم لقضايا حادة ومهمة. مما جعل لهذا العمل جماهيرية كبيرة سواء على المستوى العربي أو المحلي.
وهذا يشجعنا على قراءة العمل بكل دقة وموضوعية بعيداً عن المجاملة و(التطبيل).
المقدمة
ظهرت المقدمة الموسيقية (لطاش 12) بطريقة مبتكرة وغير تقليدية شاهدنا فيها علم مملكتنا الحبيبة يظهر في أعلى اليسار وما خلفه سواد قاتم وهذه اضافة جيدة لو لم يستخدم فيها اللون الأسود الذي لم يتماش مع حذف وضع القلم.
وكذلك سمعنا أغنية طاش بشكل مختلف نسبياً عن سابقاتها وذلك بايقاع مميز وتوزيع جديد. بالاضافة الى الشخصيات الكرتونية التي طلت علينا برسم جميل.
كل هذه الأمور جعلتنا نتفاءل ببداية قوية لهذا العمل ولكننا فوجئنا بها باهتة.. لا تتناسب مع ما نطمح إليه.
البداية
(الخطابة 700) هذا هو عنوان الحلقة الباهتة التي طل من خلالها ثنائي طاش 12 (السدحان والقصبي) فالأول ظهر لنا بشخصية (أبوحسين) التي تشبعنا منها مع العلم أنه كان يستطيع أن يظهر بأي شخصية أخرى بعيداً عن (ابوحسين) كما ان الدور لا يتطلب منه أن يحصر نفسه بهذه الشخصية. والمخجل في الأمر ان شخصية الابن (حسين) التي جسدها الفنان ناصر القصبي لم تتناسب اطلاقا معه.. والسبب يعود لأن المخرج لم يقنعنا بأن ناصر ابن عبدالله السدحان وكان يستطيع فعل ذلك بعدة طرق أهمها المكياج الذي ينفي تجعدات وجهه وخصوصا أسفل العينين وكان بامكان المخرج أن يستخدم الفلتر في الكاميرا التي تسلط على (ناصر) وليتفاعل المتلقي أكثر عندما يقتنع بما يشاهد ولم يفلح القصبي في تطوير شيء من حركاته الكوميدية فظهرت كلها مكررة ومبالغ فيها خصوصا تلك التي كان يلتقي فيها بوالده.
الفكرة
فكرة الحلقة جيدة.. ولكنها لم تطرح بالشكل المطلوب، ولم نلاحظ فيها بناء دراميا سليما كما افتقر الحوار لإحدى وظائفه الأساسية وهي توصيل المهمة.. مما نتج عنه حوارات (مهلهلة) لا داعي لها.. وكذلك مشاهد من غير مبرر درامي كالمشهد الذي يذهب فيه الابن ليسأل والدته في المطبخ عن كيفية زواجها بأبيه.
الإسقاطات
وقع كاتب الحلقة في مأزق عندما حاول ان يضفي عليها نوعا من الاثارة عندما تطرق لقضية (العباية المخصَّرة) ولم يدر بخلد الكاتب بأن هناك فرقا بين الاسقاط الذي يتماشى مع المشهد والحوار وبين اقحام عبارة أو جملة بشكل غير منسجم أبداً مع الموضوع مما يثير المتلقي أو يستوقفه.. فما علاقة العباية المخصَّرة بقضية الزوج الذي ينوي أن يتزوج على زوجته.
كاميرا الإعلانات
منذ فترة طويلة وأبطال طاش يستغلون هذا العمل مادياً عبر الاعلانات التجارية، ولكن ان يصبح هذا الأمر بشكل مبالغ فيه الى حد الافراط وعدم احترام المشاهد الذي استقطع جزءا من وقته ليتابع عملا يرى فيه ما يفيده ويمتعه.
هنا يجب ان نتدخل لنرصد كاميرا الاعلانات فالجميع لاحظ الكم الهائل من الاعلانات التجارية التي تسبق المسلسل.. وتستمر حتى في مشاهده.. فقد أصبح هاجس المخرج (عبدالخالق الغانم) هو كيف يدير كاميرا التصوير لتظهر من خلالها أسماء علامات تجارية كاللبن والأرز والحليب المجفف وغيرها حتى في اللقطة الخارجية التي نرى فيها برجي (الفيصلية والمملكة) نلاحظ أيضا اعلانا لشركة تأمين!! كل هذه الأشياء تثبت ان هاجس ثلاثي طاش أصبح تجارياً بحتاً بعيدا عن احترام المشاهد.. وهذا الأمر يجب أن يتدارك من قبلهم سريعاً.. لأن الفنان الحقيقي هو من يحترم جمهوره بالدرجة الأولى.
الكاميرا
كما ذكرت فإن ذهن المخرج كان مشغولاً في ترتيب الاعلانات التجارية، وكيفية اظهارها بالشكل المطلوب مما جعلنا نلاحظ ان هذه الحلقة أنجزت بأقل جهد ممكن والدليل لم نر فيها حسا اخراجيا عاليا.. أو رؤية خاصة بالمخرج، فظهرت اللقطات عادية جداً بل في أحد المشاهد الذي يتحدث فيه (حسين) مع والده بشأن موضوع الخطابة نجد أن المخرج لم يغير من (Long Shot) وكان من المفترض أن يعطينا Close ولكنه يبدو أنه شرد ذهنياً ليفكر في زوايا الاعلانات من جديد مما جعلنا نتأخر في الوصول لحركات وتعابير الشخصيات الرئيسية في العمل. حقيقة غياب الحس الابداعي لعبد الخالق غانم يجعلنا نتساءل عن الأسباب الحقيقية.. فهل فضل السكوت أمام العملاقين القصبي والسدحان من أجل المكاسب المادية؟!
الموسيقى التصويرية
تلعب الموسيقى دوراً مهماً وحيوياً في جعل المشاهد يتفاعل وبحماس كبير مع المشهد المنتظر. وهذا ما لم نشاهده في الحلقة الأولى من (طاش 12) فالموسيقى التصويرية لم تنسجم مع بعض المشاهد إذا ما استثنينا موسيقى (البرتقالة) وهذه لا تسجل للمخرج. وكان حرياً به أن يستعين بموسيقى تتناسب مع الأحداث علّها تنقذ الحلقة من السقوط فالبرتقالة كانت لأبي حسين بينما موسيقى (إدلع يا كايدهم) كانت لابنه حسين في اقحام غريب لم نجد له تفسيراً.
القادم أحلى
أتمنى من كل قلبي أن أشاهد الحلقات القادمة من (طاش 12) بشكل أفضل وأجمل.. فيها ابهار على المستوى الاخراجي، وأداء مميز للشخصيات الرئيسية في العمل.
كما أريد أن أشاهد كغيري حلقات محبوكة درامياً وليست من نوع (مشي حالك) كما شاهدنا في الخطابة (700).
فهل نرى ذلك في الحلقات القادمة.. أتمنى ذلك!!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved