اليوم هو الثالث من رمضان..
تمشي الأيام هرولة.. فنهرول معها..
لا تلتقط أنفاسها.. بل تواصل هرولتها
ومع هذا نواصل.. ركضنا!!
لم تعد تعنينا الأيام..
ونحن نعنيها بجميع تفاصيلنا..
نركض في الاتجاه المعاكس..
ما زلت أذكر أيامي الأولى (صياماً)
كان مكسراً.. لا يشبه أي صيام..
أُلملمُ الذكريات بعد أن بعثرتها الأيام
أحاولُ جمعها بما تبقى لي من ذاكرة..
كنت حالة خاصة..
هكذا كانوا يقولون..
واليوم..
رمضان جديد..
وأيام تمضي.. وما زلت حالة خاصة
نائمين.. غافلين
سبات عميق يحتضن قلوبنا..
وغشاوة لا تنقشعُ إلا لمن رحم ربك..
ماذا تذكرون من رمضانكم الفارط..
وكيف ستذكرون رمضانكم هذا..
بعد عامٍ
وما بينهما..
أمسكُ اليوم بخيوط ذاكرةٍ مهترئة
يكسوها غبار السنين..
أعود بها للوراء..
صياماً مكسراً يتخلله لحظات (خِلْسَة)..
بعيداً عن عيون الرقيب..
وعلقة ساخنة..
لا مانع من رشفة ماء.. أُطفئ بها لهيب الظمأ..
ثم أواصل يومي.. صائماً مفطراً..
لا مانع من سرقةٍ بريئة.. أمسحُ بعدها لساني.. كي يبدو أبيض كقلب طفل..
ذاكرة راسخة..
ثبتت في ذهن طفلٍ يكتب..
ليتها تعود..
كي أَنزعَ واقعاً مريراً..
وأزرعُ طفولة طوتها سنوات العمر..
سأستقبلُ رمضان هذا باستسلام..
وسأرى ماذا ستفعل بي الأيام القادمة..
سأنتظر داعياً ربي..
اللهم بلغني رمضان.. وأغفر لي ولوالدّي..
|