في دعاية تلفزيونية غربية مشهورة لأحد مطاعم الوجبات السريعة تظهر امرأة عجوز وهي تنتقل بين عدد من المطاعم السريعة، وعند كل مطعم تطلب هذه المرأة هامبورجر عملاق فتفتحه فلا تكاد ترى اللحم بداخله، عندئذ تصرخ تلك العجوز قائلة (أين اللحم... أين اللحم).
إني أخشى أن يكون حال بعض لقاءاتنا التربوية أو الفكرية لا يختلف كثيراً عن هامبورجر تلك السيدة، فعندما نزمع عقد لقاء تجد أن معظم اهتمام المنظمين للقاء يتوجه نحو حفلي الافتتاح والاختتام (شطري الهامبورجر)، أما ما بينهما (اللحم) فالله به عليم. جهودنا في الإعداد لندواتنا تستنزفها بروتوكولات مثل: التصوير، الإعلام، الورود، السجاد الأحمر، الاستقبال والتوديع، إقامة الضيوف، وتحديد مكان جلوس السيد (محجوز). الذين حضروا ندوات خارج الحدود العربية يعلمون أن الهم الأول لمنظمي اللقاء هو ما يقدم في جلسات العمل. أما حفل ختام لقاءاتنا فله قصة أخرى. في هذا الحفل تتلى على الناس قائمة طويلة من العبارات المائية الهلامية يبتدي معظمها بمفردة ينبغي (توصيات)، وعندما ينفض السامر ويعود الجمع أدراجه تذهب هذه التوصيات إلى مكان قصي نسج العنكبوت حوله خيوطاً.
إن أي لقاء تربوي لا يعود المؤتمرون بعده إلى مواقع عملهم برؤية جديدة وهم أكثر حماساً نحو تغيير تصوراتهم القاصرة وممارساتهم البالية بعد إضاعة للوقت والجهد والمال.
( * ) كلية المعلمين بالرياض. |