في مثل هذا اليوم من عام 1964 قامت الصين بالانضمام إلى الدول التي تمتلك قدرات نووية وذلك بعد نجاحها في إجراء تفجير نووي. وتعتبر الصين خامس دولة تنضم إلى النادي النووي بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا العظمى وفرنسا. ولم يفاجأ المسئولون الأمريكيون عندما أجريت التجربة لأن تقارير الاستخبارات منذ الخمسينيات أشارت إلى أن الصين كانت تعمل على قدم وساق لبناء قنبلة نووية وذلك بمساعدة العلماء والفنيين السوفييت. ومع ذلك، فقد أدى إجراء التجربة بنجاح إلى قلق الحكومة الأمريكية. وخلال السنوات المبكرة من الستينيات قامت الصين باتخاذ موقف متطرف نادى بوجوب قيام ثورة عالمية ضد القوى الرأسمالية التي تحاول على نحو مستميت توسيع نفوذها في آسيا ودول أفريقيا الجديدة.
وقد حدث الاختبار النووي بعد شهرين فقط من صدور قرار خليج تونكين (الذي أصدره الكونجرس ويخول الرئيس ليندول جونسون السلطة للرد على العدوان الشيوعي في فيتنام)، مما أدى إلى أن يخيم شبح الحرب النووية على الصراع في جنوب شرق آسيا. كما أدى الاختبار أيضاً إلى قلق الاتحاد السوفيتي حيث أن الشقاق بين اتحاد الجمهوريات السوفيتية والصين الشيوعية حول قضايا أيديولوجية واستراتيجية قد اتسع إلى حد كبير بحلول عام 1964. وأدى حيازة الصين لقدرات نووية إلى زيادة التوتر بين الدولتين. والواقع أن هذه التجربة النووية الناجحة كانت حافزاً للاتحاد السوفيتي لكي يبذل المزيد من الجهد من أجل الحد من انتشار الأسلحة النووية. ففي عام 1968 قامت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بتوقيع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. ولا عجب في سعي السوفييت الى تقييد القوة النووية الصينية إذا علمنا أن الصواريخ الصينية النووية متوسطة المدى الأولى كانت موجهة نحو روسيا. وعلى ذلك أصبح سباق التسلح في إطار الحرب الباردة أكثر تعقيداً.
|