يقفز مصطلح الشللية في كل السياقات التي تذم هذا النمط ويحاول الكثيرون إصدار أحكامهم القاسية عليه ويسوقونه كمبرر رئيسي لحالة السوء التي تحيط في مختلف الأنساق والمناخات الإبداعية سواء كانت شعراً أو فناً أو رواية وخلافه، ومن وجهة نظر شخصية أرى أن الشللية هي دافع مهم للإبداع حيث تحفز أطرافها إلى المزيد من الجهد وتقود هذه الأطراف إلى مستويات متطورة من الوعي والتصاعد التدريجي للنتاجات الفردية، كما أن الشللية توفر حالة من الأمن الجماعي وتؤثر في محيطها الإعلامي حيث يمكن ترويج الأفكار بصورة تملأ المشهد، والشللية على نقيض تام مع الفردية حيث تلغي الأنانية لذا فالمجموع هو الأهم مقابل الفرد وبالنظر إلى تاريخ الجماعات الفنية والإبداعية نرى أنها صنعت عبر هذا المفهوم حالة من الرواج وقدمت نفسها للإبداع الإنساني كقيمة موجودة واستطاعت توفير بيئة لها وسط محيط الأفكار وما الدادائية والسريالية والوجودية كذلك حلقة براغ وجماعات الفن الحديث الإنتاج هذا المفهوم وتلك الرؤية وإذا قسنا ذلك على الثقافة العربية فإننا نرى ان أهم نتاجات الشعر العربي انطلقت من جامعة مجلة شعر وكذلك الآداب، لذا فإن حالة الشللية التي يتذمر منها الكثيرون ممن يعنون بمسألة الشعر الشعبي والذين لا أشك مطلقاً بنواياهم الطيبة وأملهم بنتاج أفضل وشعر أجمل وأخلاقيات أرقى، أقول إن هذه الحالة الشللية لا تثير الخوف كما أنها عامل إيجابي من جملة عوامل إيجابية في تحريك ركود المشهد العام ومن كان منا بلا شلة فليقذف الناس بالحجارة.
سامي الفليح |