* الرس - أحمد الغفيلي
من موسم لآخر تسير مواجهات الغريمين الهلال والنصر في منحى سلبي أفقدها متعتها وإثارتها السابقة ولم تعد تحظى بالقدر من الاهتمام الجماهيري عطفاً على وضعيتها قبل مواسم ماضية بل وكنتيجة لتواضع أداء الجارين فنياً وتراجع وتوقف عطاء نجوم كان لها حضور مميز ومؤثر واعتماد وإصرار الأزرق والأصفر على استمرارية تواجد عناصر لا تجد القبول جماهيرياً وعجزت عن تطوير قدراتها وإثبات أحقيتها وجدارتها باحتلال مواقع أساسية وعدم الاستقرار فنياً واعتزال كبار النجوم فضلاً عن الأخطاء التحكيمية التي أصبحت ملازمة للقاءات الزعيم بالفارس وأفرزت موقفاً جماهيرياً عزز قناعتها بأن المواجهة باتت مملة ورتيبة تتفوق فيها هفوات التحكيم على إبداعات عناصر الفريقين.
* والمعايش المتابع للقاءات القمة في فترة ماضية لا بد أن يلحظ الفارق الشاسع ما بين ما كانت تحفل به وما يتخللها حالياً من اجتهادات فردية تأتي عادة من عناصر أجنبية ومحلية فشلت في تعويض غياب براعة نجوم ارتبط تألقها بالمواجهة الجماهيرية التقليدية كالنعيمة والجابر والثنيان وسعد مبارك وابو اثنين والحبشي والدعيع وماجد ومحيسن وخميس والعريفي والذي كان تواجده كافياً للارتقاء بلقاءات الهلال والنصر وجذب الجماهير وسحب الأضواء من أي قمة مماثلة محلياً وخليجياً وعربياً.
* وبرغم تواصل إنجازات الأزرق وعدم جفائه وبعده عن منصات التتويج التي غاب عنها الموسم الماضي مقارنة بمنافسه الأصفر الذي بلغ عامه السابع دون أن تتمكن من إثراء رصيده البطولي إلا أن هذا التباين لم يدفع الأخير لمعالجة السلبيات ويدفعه لمجاراة منافسه بل ساهم في انخفاض الروح الهلالية والقناعة المتولدة لدى الهلاليين بأن وضعهم حالياً إذا ما قورن بحال منافسهم وخروجهم من الموسم الماضي دون إنجاز في مقابل بقاء النصر لمواسم ماضيه بعيداً عن التتويج يعتبر مقبولاً، أخفى الكثير من المعاناة التي قد يواجهها الهلال مستقبلاً والتي قد تضعه في وضعية مشابهة لما هو عليه منافسه.
* وفي المقابل كان التفوق النصر على نده الهلال في لقاءات دورية افتقدت لفرص متكافئة بفضل غياب الدوليين والإصابات والوقف والمبالغة في اعتبارها معياراً ومؤثراً لتجاوز الأصفر وقابليته للمنافسة مما غيب واقعاً عاشه النصر في لقاءات تتطلب الحسم وجد نفسه بعدها لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن.
لذا فالواقع أن كلاهما يحتضر وبحاجة للواقعية والصراحة والمكاشفة بعيداً عن محصلة لقاء القمة إذا ما أرادوا العودة للمنافسة.
|