تعقيبا على ما نشر في هذه الصفحة من مواضيع تتعلق بالدراسة في رمضان أقول.. تعد ظاهرة غياب الطلاب عن المدرسة في شهر رمضان المبارك من المشاكل التي يعاني منها كثير من مديري المدارس، وينادون بصوت واحد لإيجاد الحلول التربوية لمعالجتها، وحول هذه الظاهرة أحببت أن أطرح تساؤلا عن دورنا في علاج هذه المشكلة وماذا قدمنا؟ ولعلي اقتصر في تساؤلي هذا على المدرسة فقط بعيدا عن إدارة التربية والتعليم، فضلا عن الوزارة، وحول الإجابة عن تساؤلنا المطروح أقول: هل قام كل منا بدوره في علاج المشكلة، فالبداية برأس الهرم وهو مدير المدرسة ماذا قدم؟ هل قام بواجبه بتقديم كلمة توجيهية للطلاب بأهمية الدراسة في رمضان؟ وهل قام بإشرافه العام على حضور طلابه والتوجيه بمتابعة الغائبين والاتصال بأولياء أمورهم؟ وهل أبدى لزملائه المعلمين الجدية في الحضور والإنصراف ومتابعة التحضير وترتيب بعض الزيارات الصفية لهم خلال هذا الشهر، وغيرها من الأعمال الإدارية، التي يفهم منها أن الدوام في رمضان كشعبان، لا تسيب أو تكاسل؟ وأما المعلم فلا يقل دوره في أهميته عن المدير، فهل قام بدوره من خلال استمراره بشرح دروسه ومتابعة تحضيره، وتوعيته لطلابه بأهمية الحضور وعدم التكاسل في الواجبات، ومن المؤسف أن تجد بعض المعلمين (ولو أنهم قلة ولله الحمد) ممن قد يوعز للطلاب بطريقة غير مباشرة بعدم أهمية الحضور أو عدم تكليفهم بالواجبات أو غيرها، مع أن الكثرة خلاف ذلك، ولا ننسى الدور المهم والحساس للمرشد الطلابي من خلال كلماته التوجيهية ومتابعته للحاضرين وتشجيعهم، ومخاطبة أولياء أمور الغائبين وبحث أسباب ذلك معهم.
وخلاصة القول: إن مسؤولية معالجة هذه الظاهرة مشتركة كل بحسبه، فالمدير بدوره والوكيل بدوره والمعلم بدوره، ولو أن الجميع تكاتفوا بجدية وأمانة، لتلاشت هذه الظاهرة أو نسبة كبيرة منها.
سعيد بن سليمان السعيد
مدير مدرسة المتوسطة الأولى بعفيف |