سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك سلمه الله
رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:
فكم هي جميلة جريدة الجزيرة وهي تطل علينا كل صباح، وتزور بيوتنا في كل حين، فمرة ننتظر أخبارها الواقعية بشغف، وأخرى نتابع تحقيقاتها المثيرة باهتمام، وثالثة نقرأ لكتابها الكبار بإعجاب، ونتأمل نقدها الهادف بإنصاف، فهي تنقل هموم المجتمع وشجونه، وتعبر عما في نفس الفرد بصدق وإخلاص، وتسعى سعياً حميداً في تلقي شكاوى وملحوظات وتساؤلات المواطنين والتفاعل معها بنشرها وطلب الردود عليها من الجهات ذات العلاقة والاختصاص..
وقد لفت انتباهنا تعقيب الأخ عبدالله بن غالب بن ثامر المطيري، والذي نشر بجريدتكم الموقرة بعددها (11684) يوم الجمعة الموافق 10-8-1425هـ، وكذلك تعقيب الأخ راشد بن محمد بن أحمد الصدي الذي نشر بعدد (11697) يوم الخميس الموافق 23-8- 1425هـ بشأن صرف الإعانات للمشروع، فإننا نود بعد التوكل على الله أو نوضح الحقائق الآتية:
1- كما هو معلوم للجميع أن المشروع القائم حالياً والمسمى بمشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج بالرياض هو نتاج توصية أوصى بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وعدد من العلماء الأفاضل ووجهاء المجتمع لتوحيد الجهود للمشاريع الخيرية التي كانت قائمة لمثل هذا الأمر والمتمثلة في مكتب سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله)، والمشروع الآخر هو المشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، واجتهادات أخرى مماثلة، وتم توحيدها وجعلها مشروعاً واحداً.
ولقد تم تأسيس هذا المشروع وإقرار نظامه في شهر رجب 1419هـ وتم تسجيله رسمياً برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض- وعضوية عدد من المشايخ والعلماء الأفاضل.
2- اجتمع مجلس الإدارة، وبحث موضوع أعداد المتقدمين لمكتب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله) وذلك بعد وفاته لحصر أعداد المتقدمين ومعرفة مستحقاتهم، وهل هناك مقدرة مالية للمكتب لدفع تلك المستحقات واتضح الآتي:
أ- أن جملة المبلغ الواجب توفيره قرابة خمسمائة مليون ريال لعدد 16.500 متقدم.
ب- أن بعض المتقدمين مضى على تقديمه أكثر من 15 سنة بل و 20 سنة.
ج- أن معظم المتقدمين قد تزوجوا ورزقوا بأبناء وبهذا يكونون قد استغنوا عن المساعدة لأن الهدف من المساعدة هو إعانة الشباب على الزواج.
د- أن بعض المتقدمين ربما كان محتاجاً في ذلك الوقت، وقد أغناه الله عنها فانتفت حاجتهم للمساعدة.
ه- كان سماحته (رحمه الله) يستقبل الطلبات من جميع أنحاء المملكة مما يتعذر على المشروع الوقوف على حالة أولئك المتقدمين.
لهذه الأسباب مجتمعة رأى مجلس الإدارة أنه مهما حاول المشروع الجديد حل مشكلتهم فلن يستطيع لأن المطلوب قرابة خمسمائة مليون ريال، فكان البدء بالأهم ثم الأهم وهم أولئك الشباب الذين تقدموا للمشروع ولم يدخلوا بزوجاتهم، فرأى المجلس إلغاء جميع الطلبات السابقة والبدء من جديد.
فكما هو معلوم لدى الجميع أن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله) كان يعمل على توزيع ما يصل إليه من مالٍ من المحسنين من صدقات وزكوات إلى عدة مشاريع خيرية وأوجه صرف مختلفة كان من ضمنها مساعدة الشباب على الزواج، ومن مرئيات ذلك الاجتماع تبين أن المبالغ التي كانت مستحقة لمساعدة المتقدمين تفوق القدرة المالية لمكتب سماحته في الجزء المخصص لمساعدة الشباب على الزواج، وبالتالي تم إسقاطها وإلغاؤها لأن المشروع لو قضى سنوات عديدة في جمع المبلغ المذكور فمن المستحيل أن يتحقق ذلك.
3- تم فتح باب التقديم للمشروع الحالي في رجب 1419هـ لاستقبال الطلبات وفق ضوابط محددة على أن تكون المساعدة 10.000 ريال.
4- وعليه فإن الإخوة الأفاضل هم من الذين تقدموا لمكتب سماحة الشيخ ابن باز (رحمه الله) ولم يتقدموا للمشروع الحالي.
5- كما نحب أن نوضح أن مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج القائم حالياً تمت تسميته باسم سماحة الشيخ ابن باز (رحمه الله) بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لما لسماحته من فضل في مثل هذه الأعمال والمشاريع الخيرية وتكريماً وعرفاناً لسماحته لما قدمه لأمته الإسلامية ولوطنه (رحمه الله) وأسكنه فسيح جناته.
6- لم يألُ المشروع الحالي جهداً منذ تأسيسه في عام 1419هـ في مد يد العون والمساعدة لكل من تقدم واستوفى الشروط، حيث بلغت جملة ما صرفه المشروع حتى تاريخ 30-6-1425هـ أكثر من 48.119.400 ريال.
وقبل الختام أود أن أطمئن الأستاذ الكريم هاجد بأننا لسنا كما يعتقد في كاريكاتيره الذي نُشر في العدد رقم (11692) يوم السبت الموافق 18-8-1425هـ بتأخير المعاملات المستحقة للمساعدة وإطالة مدة الانتظار، بل إننا نسعى بكل ما أوتينا من طاقة لصرف الإعانات أولاً بأول، حيث إننا ولله الحمد والمنة فرغنا من الصرف للمتقدمين في شهر جمادى الآخرة من عام 1425هـ، ونحن بصدد الصرف للمتقدمين في شهر رجب لعام 1425هـ، وذلك بفضل من الله ثم بجهد ومتابعة دائمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة جمعية البر بالرياض والمشاريع التابعة لها- الذي لم يبخل علينا بنصحه وتوجيهه، ولا أنسى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز - نائب أمير منطقة الرياض ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالرياض والمشاريع التابعة لها- المتابع لنا بتوجيهاته وآرائه النيّرة، وكذلك صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن أمين مدينة الرياض ورئيس اللجنة التنفيذية لجمعية البر بالرياض والمشاريع التابعة لها، والشيخ إبراهيم آل الشيخ أمين عام جمعية البر بالرياض والمشاريع التابعة لها، وأيضاً العلماء والمشايخ ورجال الأعمال والتجار والذين دعموا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة.. فآمل أن يكون ردنا هذا كافياً للأخوة السائلين ولكل الذين تقدموا في ذلك الوقت لمكتب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله) لطلب إعانة الزواج والتي بلغت قرابة خمسمائة مليون ريال.
ختاماً.. إن أبواب المشروع مفتوحة ومشرعة، وهو يستقبل الآن حوالي 10 طلبات يومياً بمتوسط 300 طلب في الشهر بمستحقات تصل إلى 3 ملايين ريال شهرياً، فإننا من هذا المنبر ندعو المجتمع بكل فئاته لمساعدة المشروع والوقوف معه لبلوغ الهدف والغاية التي من أجلها قام هذا المشروع الخيري. فنسأل الله أن يشملنا برحمته يوم الوقوف أمامه، وأن يهدينا الصراط المستقيم.. إنه سميع مجيب.وتقبلوا شكرنا وتقديرنا،،
صالح بن عبدالعزيز الجبرين
الأمين العام المساعد لمشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج |