Saturday 16th October,200411706العددالسبت 2 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

لمن يتخذون (العامية) نهجاً لهم..!! لمن يتخذون (العامية) نهجاً لهم..!!

الكاتب القدير، أستاذ الحرف عبد الرحمن السماري دائماً ما يتحفنا بنبض حرفه مضامين من شهد وقوالب شهية حلوة الطعم، حينما أبحر في سفينتي، عبر أنهار كلماته.. أجد الصدق الكتابي، المتمثل بوفرة الشعور الديني.. وعمق التجربة الحياتية، لكنّ هذا - بحق - لا يجعلني أسلِّم بكل شيء.. ولا أكبح جماح قلمي أن أعترض عن بوادر تعن في نفسي.. وتهيمن في وجداني.. فكاتبنا - رعاه الله - لا يفتأ متحدثاً بالكلمات العامية، التي أتكدر حينما تمر أمام ناظري.. وتعروني هِزَّة الغيرة على لغتنا العربية، لغة القرآن الخالدة.. باعتقادي أن الكاتب الناجح هو من يجعل القراء يصعدون إليه عبر كلماتٍ فصيحة بديعة السبك - لا أن يجعل المتابعين يعيشون أجواء الكتابة، كما يعيشونها فيما بينهم من حيث الكلمات العامية التي أصبحت ندباً مشوهة في وجه عربيتنا الخالدة.. إننا حينما نمقت الكتابة العامية لا نرفضها من منطلق نفسي بل إننا نحاول بأوج قوتنا أن ندرأ عنّا مثل هذا لمنطلقات عدة تسوقها الجبهات المتلونة بكل أطيافها.. إننا نرفض العامية في كتاباتنا خشية أن يمر علينا اليوم الذي ندعو فيه للكتابة العامية؛ لتكون لغة للعصر، ولن ينفعنا بعدها إن خرج علينا (حافظ إبراهيم) آخر، ليتأوه على لغتنا التي تنحر ونحن ننظر!؟
ولا أظن أن ذاك الأمر وحده هو ما نخشاه فحسب، بل إن اللهجة العامية التي طغت على أمر قد قدر آتت أكلها حينما فرقت بين المرء وعربيته فنحن حينما نتلو كتابنا المقدس أو سنتنا المطهرة، نمرر أعيننا على ألفاظ لانفهمها وعبارات لا نعقلها.
وقد آن الآوان إلى ان نرسم خُطة المجد التي تقودنا بأن نكون عرباً أقحاح، منطلقين من كتاباتنا، حتى نخرج أجيالاً مبدعة في حديثها، جعلت العربية في حديثها دستوراً، فتستقيم حينها سليقتهم بدل أن يخرج شبابنا، ورجالنا في مقابلات تلفزيونية فيكسو الحياء وجوهنا جراء حديثهم المتكسر!.. وهذه - بحق - ضياعٌ لهوية الأمة طالما أن رجالها أهل لُكنة وخطل! ومع دفاعنا عن عربيتنا الفصحى.. يأتي أناس ليتغنوا بالشعر (العامي!)
ويطبعوا دواوينهم لتباع في مكتباتنا!! وتجدنا بصفاقة وحماقة نمجدهم ونقول: (الشاعر فلان!؟) فمتى أيها الأحبة نزهو بلغتنا ونجعلها لغة حديثنا وكتاباتنا.

سليمان بن فهد المطلق/بريدة - ص. ب 5802


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved