لو تبغى تشتّي.. كان غيّمت!!!
.. يبقى المثل الشعبي ملخصاً لواقع الحال.. مختصراً كل الحديث وموجزاً لكل ما تريد قوله.. كلمات قليلة.. ذات فعل وأثر نحتاج لكم من الأوراق كي نكتب ما تريد أو لساعات من (لعلعة اللسان) وربما نخفق في إيصال ما نريد.
.. قال صاحبي وهو من النوع الذي يحفظ الكثير من الأمثال ويستخدمها حين يستدعي الأمر اختصار المسافة والإيجاز ليُنهي (اللت والعجن) بإيراد مثل يخفق الكثيرون في فهمه أو إدراك معناه.
.. تعلم أننا مجتمع له مشاكله مثلنا مثل غيرنا من المجتمعات.. له إخفاقات وله تجاربه وله تطلعاته.. ومثلما يبحث عن الحلول فهو بالتأكيد يخلق بل ويختلق المشاكل ثم تجده ينشد الحلول بل ويجتهد في سبيل إيصال الصوت علّ هناك من يتفهم المشكلة ويحلها.. أو أن تكبر المشكلة إلى حد بلوغها درجة معينة من التعقيد أو الاستعصاء فتجد من يجتثها من جذورها وينهي قضية قد تكون مقلقلة للكثيرين.
.. قلت هذا شيء طبيعي ومن الطبيعي أن تتناسل المشاكل كتناسل الجراد (الدبا).
.. ألا ترى أن مشاكلنا وهمومنا أصبحت مثل (الدبا) حين يغزو الحقول ويجرد الأغصان من اخضرارها.. بل وأصبحنا نحن المشكلة ولسنا جزءًا منها؟؟ .. ويا صاحبي هل مشكلتنا فقط مع النقص الحاد في مصادر المياه ومعاناة أغلب مناطق المملكة من هذه المشكلة.
أم مشكلتنا مع تصاعد ظاهرة التسول عند الإشارات الضوئية أو عند أجهزة الصرف الآلي.. أم هي في الخلل المروري في شوارعنا أم هو خلل في البنى التحتية لمدننا أم عيوب تظهر لنا في تنفيذ الكثير من المرافق والخدمات وترهلها قبل بلوغها نصف عمرها الافتراضي.
.. قلت يا صاحبي لا بد من هذه المشاكل فنحن دولة في طور البناء والتشييد ولا بد لنا من اجتياز كل المراحل حتى نبلغ ما بلغه غيرنا ونتبوأ مكاننا بين الدول.. كل مجتمع يعاني مثلنا ويقدم الآراء والأفكار ويبحث عن الحلول.. قس على مدينة صغيرة بحجم القريات لا يتجاوز سكانها المائة والخمسين ألف (150000) نسمة، وعدد مشاكلها المجتمعية والخدمية وغيرها وغيرها ولكن هل وجدت تلك المشاكل من يتصدى لها وينهيها؟؟؟ ومثل القريات كثير من مدننا ومناطقنا التي تعيش مخاض البناء وعجلة التطوير.. ألا ترى أننا اليوم نشاهد أعمال سفلتة شارع جديد وفي صباح اليوم التالي تشاهد حفرية في الشارع الذي لم تدر عليه عجلة السيارة نهائياً.. ربما للكهرباء وربما للهاتف وربما.. وربما من المواطنين أنفسهم.. فمن يعالج من؟؟؟؟ أسئلة كثيرة.. كثيرة ولكن الحلول والمعالجات في طريقها وهي ما نبني عليه وننتظره، قال وهل تعتقد بأننا قادرون على معالجة ما نراه وما نعيشه وما نعاني منه من هدر وتشتيت للجهود؟؟.. قلت وهل لديك شك في قدراتنا ومقدراتنا؟؟؟.. قال لا ولكنني أود أن أختصر لك الحديث وأوجزه لك كما يقول الأخوة في الأردن الشقيق (لو تبغى تشتي.. كان غيّمت) وسلامتك..!!!
|