احتفل أبناء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بحلول شهر رمضان المبارك، وهو شهر كتب الله صيامه على عباده المؤمنين، وفيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتقل الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَنْ حُرم خيرها فقد حُرم.
هكذا كان نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يبشر المسلمين بقدوم شهر رمضان المبارك: (جَاءَكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ). وبمثل فرحة وغبطة رسول الهدى والإنسانية استقبل المسلمون الشهر المبارك سعيدين وبصومه طائعين. الشهر الذي تتضاعف فيه أعمال البر والخير والحسنات.
وقد تميَّز اليوم الأول من شهر رمضان المبارك الذي كان من سَعْدِنَا أن تكون بداية هذا الشهر الفضيل يوم الجمعة، وهو يوم مبارك، فاجتماع الفضلين في يوم واحد يبشر المسلمين بمزيد من البركات والخيرات رغم ما يلاقيه البعض منهم من حصار وضنك ومعارك وتهديد بالقتل والإبادة؛ كالذي يواجهه أهلنا في فلسطين والعراق. ففي المدن العراقية تتحالف قوى الاحتلال وقوات الأمر الواقع العراقية على قهر المسلمين العراقيين واجتياح مدنهم وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم في الساعات الأولى من بدء الشهر المبارك بحجة الطلب منهم تسليم (أشباح المقاتلين الأجانب) الذين ورغم كل الغارات الأمريكية وهجمات المتحالفين معها لم يُعثر على أي واحد منهم في الفلوجة أو غيرها من المدن التي يتعرض أهلها للقتل اليومي في هذا الشهر الفضيل.
وفي فلسطين يصعِّد الإرهابيون الإسرائيليون عربدتهم الهمجية التي تتواصل في قطاع غزة موقعةً العديد من الضحايا الذين انضم أكثر من مئة منهم إلى قافلة الشهداء الفلسطينيين الذين أُضيف إليهم أربعة شهداء جُدد، صعدت أرواحهم في اليوم الأول من هذا الشهر المبارك تشكو إلى بارئها ظلم الأعداء الذين يسومون المسلمين أشد أصناف العذاب بهدف جرِّهم إلى معسكر الكفر. إلا أن صمود المسلمين في فلسطين والعراق وفي أماكن شتى من العالم مستبسلين في مواجهة الأعداء ليؤكد عظمة هذا الدين العظيم الذي تتجدد عظمته وقوته كل يوم، وبالذات في المناسبات الدينية التي يحرص المسلمون على إحيائها والتمسك بها، مثلما هم اليوم في القدس حينما تحدَّوا العدو الإسرائيلي وشارك نصف مليون مسلم منهم في صلاة الجمعة في أول أيام شهر رمضان المبارك.
|