تلقيت أكثر من رسالة.. وأكثر من اتصال من مدينة الرس وما حولها من قرى وهجر ومزارع.. تتحدث عن غياب بعض المشاريع المهمة عن هذه المدينة الكبيرة.
** نعم.. يتحدثون عن أن هذه المدينة يعوزها بعض المشاريع التنموية المهمة.. ويقولون: إنها غابت.. وإن المدينة عانت من هذا الغياب.
** دعوني أنقل لكم بعضاً من معاناة أهالي الرس - حسبما نُقلت لي من الرساويين.. أو لعلي أنقل هنا أهمها فقط.
** لكم.. أن تتخيلوا.. أن أهالي الرس.. يعانون معاناة شديدة وقديمة من شيء اسمه.. شحّ.. أو غياب مشروع المياه.. إذ ما زالوا.. وحتى تاريخه يشربون من آبار أثبتت المختبرات.. أنها ضارّة.. وبالذات للأسنان.. ولهذا.. يقولون: إن أكثر المتورطين في شرب هذه المياه.. يعانون من مشاكل الأسنان.. وكما يقال: إن أكثر أهالي الرس (ثِرْمان) بسبب تلف أسنانهم.. وإن أكثر أطباء عيادات الأسنان.. يعتمدون على سكان تلك المنطقة؛ حيث يمولون هذه العيادات بشكل مستمر.
** ويقال: إن وايت الماء من البلدية بـ(50) ريالاً.. ومن غيرها.. أضعاف ذلك.
** أما مياه الغسل.. فيقال: إنها تُجلب من محافظة البدائع.. وهي الأخرى.. جعلت غترهم تميل إلى اللون الأصفر الداكن.. وشمغهم.. إلى اللون الأشهب.. ويمكن استخدامها كمواد صابغة!
** أما عن الخدمات الصحية.. فما زالت غائبة؛ فالمستشفى الموعود.. الذي تم تشييده قبل 15 سنة.. وما زال واقفاً صامداً أمام الشمس والهواء..
** ما زال بعد كل هذه السنين.. ينتظر شيئاً اسمه التجهيز والتشغيل.. ولا أحد يدري متى سيفتح.. وما زال يحتفظ ببعض سكانه القدامى.. من الفئران والقطط والثعالب وغيرها من بقية الفصائل.. ولم يفرط فيها بعدُ.. وما زالت هي نزلاءه.. وسكانه.. ومراجعيه!!
** ثم إن الرس.. هذه المدينة الضخمة العملاقة.. التي تتبختر وسط المملكة.. ووسط منطقة القصيم.. ما زالت بلا مداخل.
** فكلنا يعرف.. أن المدن الكبيرة والصغيرة والقرى.. قد وُضعت لها مداخل جميلة.. تشعرك بأنك إزاء مدينة جديدة.. غير أن مدينة الرس تدخلها هكذا فجأة.. وكأنك داخل أحد الأحياء.
** نعم.. تفاجأ وأنت تمشي بسرعة 120 كم بأنك وسط مدينة.
** هل تصدقون.. أن نصيب الرس حتى من اللوحات الإرشادية.. صفر؟
** تسير وسط طرق القصيم دون أن تشاهد لوحة واحدة تشير إلى محافظة الرس.. حتى تطبّ أو تفاجأ بمدينة عملاقة كبرى اسمها الرس.. دون سابق بيان.. أو سابق إرشاد لوجود مدينة كبرى ستصلها قريباً؟
** حتى إذا سافرت تجاه الرس (تحوس وتدوس) وتضيع أكثر من مرة.. حتى يُقيض الله لك مَن يرشدك.. بعد مائة سؤال وسؤال.. ويقال لك: هذه.. هي الرس.. بسبب غياب اللوحات الإرشادية التي تحمل اسم المدينة.. وحتى طريق المدينة المنورة - القصيم.. غاب عنه اسم الرس.. وقد تكون أسطوانة (سقط سهواً) جاهزة لدى مصلحة الطرق.
** نتمنى.. أن تتجاوز الرس هذه المعضلة.. أو هذه (العقدة).
** ونتمنى.. أن يزول هذا الحاجز.. بصرف النظر عن سببه.. سواء كان من داخل الرس بسبب غياب المتابعة والتنسيق والمراجعة، أو لأي سبب آخر.
** مدينة الرس.. مدينة كبرى.. من حيث المساحة والحجم وعدد السكان.. وعدد المدن والقرى والهجر التابعة لها.. وكل هؤلاء.. يتطلعون إلى اكتمال المشاريع في المدينة.
** كما نتمنى أيضاً.. أن يفتح حوار واسع يدخل فيه مسئولو الرس وأهالي الرس حول هذه القضية وأسبابها ومسبباتها.. وكيف يمكن تجاوزها.
** إنني منذ عرفت الصحافة عام 1380هـ إلى هذا اليوم الثاني من رمضان من عام 1425هـ، لم أقرأ تصريحاً لمسئول في الرس أو حواراً أو حديثاً أو أي شيء من هذا القبيل.. إلا ما ندر.. والنادر لا حكم له.
** ثم إنني وسائر الصحفيين.. لا نعرف مسئولاً واحداً في الرس لغيابهم وبعدهم عن الإعلام.. مستثنين بذلك.. فضيلة الشيخ الجليل حمين الحمين رئيس المحاكم.. نظراً لنشاطه وجهوده ودوره القضائي والعلمي والخيري والشرعي والدعوي والإنساني.. في الرس وغيرها.
** أيها المسئولون في الرس.. (راجعوا)؛ فالدولة.. لم ولن تقصر.
|