الكتاب :Nightingales
and Curious Life of Miss Florence Nightingale Upbringing The Extraordinay
المؤلف: Gillian Gill
الناشر:Ballantineh
فلورنس نايتنجال هي واحدة من بطلات القرن التاسع عشر، لذا فليس من المدهش أن نجد كتابا يتحدث عن حياتها وكيفية معاشرتها للناس والأماكن التي زارتها وعلاقاتها العائلية، وهو عمل جاء مشابها لأعمال مؤلفي تلك الفترة مثل جين أوجستين وجورج إليوت وإليزابيث جاسكيل.
وفي كتاب (نايتنجال) قام المؤلف جيليان جيل بسرد وقائع حياة تلك المرأة المتفردة، وقد أفرد 59 صفحة من الكتاب يرصد نسبها وعائلتها وأقرباءها والفترة التي سبقت ظهورها، وقد كان هؤلاء الأقرباء يمثلون ذلك المناخ الذي تشكلت فيه طفولتها، والتي قضتها في زيارة أفرع عديدة من عائلتها الكبيرة وبدأت في تلقي دروس الحساب والتعليم الأولي على يد والدها.
وقد أظهرت السيدة فلورنس استعدادا مبكرا وميلا باتجاه العمل الإحصائي، والذي اشتهرت به فيما بعد، فقد قامت وهي طفلة بابتكار خريطة توضيحية لتسجيل الفواكه والخضراوات على صورة لسلم الألعاب الخاص بها، وفي سن التاسعة قامت بإنشاء جدول به قائمة للأهداف اليومية من أجل الارتقاء بصفاتها الأخلاقية، وفي سن السابعة عشرة أصبحت فتاة مثقفة واثقة من نفسها.
وقد ارادت فلورنس أن تحقق المزيد لحياتها أفضل من مجرد محاولة إيجاد مصير تقليدي لها كسيدة من العصر الفيكتوري، وكان يمكن أن تصبح كاتبة ناجحة، فقد صرح مؤلف الكتاب أن خطاباتها عن رحلتها إلى مصر تشكل واحدة من النسخ الأصلية لأدب الرحلات في عصر النهضة.
وكان هدف فلورنس وهي في الخامسة والعشرين هو (أن تعتني بالمرضى في المؤسسات العامة).
وقد قرأت كل شيء أتيح أمامها عن التمريض والمستشفيات وعن ظروف الفقراء، وانتهزت كل فرصة متاحة للعناية بالمرضى.
وقد أتت فرصتها لتحقيق هدفها وهي في سن الثالثة والثلاثين، عندما طُلب منها أن ترأس مؤسسة النساء المرضى في لندن.
وقد أعادت فلورنس تجديد المؤسسة وأعادت هيكلتها لتصبح نموذجا يحتذى به. وقد انتشر خبر أعمالها بين شبكة من العائلات والأصدقاء وأصحاب السلطة، ودعتها الحكومة البريطانية للذهاب إلى تركيا في عام 1854 عندما أحدثت حرب شبه جزيرة كرايمين في أوكرانيا مأساة صحية للمرضى وللجنود البريطانيين الجرحى.
وقد قامت فلورنس التي اشتهرت بأنها (السيدة ذات المصباح) بإحداث ثورة في عالم التمريض، وأنشأت معايير صحية أدت إلى تقليل عدد الوفيات بنسبة كبيرة.
وبعد الحرب عادت فلورنس إلى بلادها بمفردها، ولكنها استمرت في العمل وقادت بعثتين ملكيتين لإنشاء مقاييس للرعاية الصحية في بريطانيا وكانت بمثابة نموذج لدول أخرى.
وقد كتب جيل في كتابه أن (فلورنس نايتنجال أصبحت تجسيدا لقيم الشعب البريطاني، فقد مثلت قيم الشجاعة وإنكار الذات والعزم والمهارة والمبادرة والعطف والحنان، كما تمكنت من أن تنشئ لنفسها سلطة خاصة بها بعد عدة ظروف ساعدتها على ذلك).
وفي كتابه قام جيل بوصف بليغ لتعقيدات حياة فلورنس، كما تحدث عن المتناقضات التي حدثت لها بالرغم من كثرة تفاصيلها، كما كان الفصل الذي يصف حرب كرايمان من أبرز الفصول.
وفي هذا الكتاب تلقت فلورنس العناية الفائقة التي تستحقها بعد وفاتها.
|