ربما يكون كينث بيجلي الرهينة البريطاني الذي ذبح مؤخرا في العراق شخص واحد ولكنه رمز لآلاف الاشخاص الذين يقتلون على مذبح الكراهية والدموية. وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية توحد الشعب البريطاني لمساندة بيجلي ومساندة عائلته ومشاركتها الألم الرهيب الذي عانت منه، كان بيجلي رجلا عاديا يؤدي عملا عاديا لكنه كان يقوم بهذا العمل في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ فدفع حياته ثمنا لذلك ولم يكن موت هذا الرجل مخيفا فقط ولكنه عومل بأشد الطرق قسوة فقد أعطي الأمل عندما كان مكبلا بالأغلال ثم تعرض للامتهان والتجريح بصورة مروعة وربما كان الرجل سيرى أن هذا الامتهان ذو قيمة لو أنه أدى في النهاية إلى إطلاق سراحه ولكن خاطفيه لم يكونوا يعتزمون أبدا إطلاق سراحه. في الوقت نفسه فإن عائلة بيجلي تصرفت بقدر كبير جدا من الكرامة طوال مناشداتها للأطراف ذات الصلة من أجل إطلاق سراحه واعتقد أن واجبنا الآن هو التركيز على هذه العائلة والوقوف إلى جوارها كما علينا أن نفكر في آلاف الأبرياء الذين يمكن أن يواجهوا نفس مصير بيجلي ومن هؤلاء الأبرياء الأطفال الذين تقصفهم الطائرات والدبابات الإسرائيلية في غزة والسياح في طابا المصرية وضيوف حفل الزفاف الذين قصفتهم الطائرات الأمريكية في مدينة الفلوجة العراقية كل هؤلاء الضحايا سقطوا خلال 24 ساعة فقط.وقد كان بيجلي بريطانيا عاش سنوات طويلة من حياته في الشرق الأوسط. وقد كان يفهم أكثر من أشخاص آخرين حقيقة المعاناة التي تعيشها شعوب هذه المنطقة من العالم.
ولكن علينا أن ندرك أن كل إنسان يقتل أو يصاب هو إنسان كامل الإنسانية وليس مجرد رقم في إحصائية وإذا كان موت بيجلي قد حقق شيئا فهو انه كشف لنا إلى أي مدى يمكن أن يكون إنسانا رقيقا محبوبا من كل من عرفه مجرد رهان في لعبة دامية. ففي القرن الحادي والعشرين ما زالت البربرية تمرح على كوكب الأرض.
وإذا كنا نحمل هؤلاء المتطرفين مسؤولية هذه الأفعال الدامية فإن هؤلاء السياسيين الذين نطلق عليهم (متحضرين) يشاركونهم المسؤولية. فالإرهابيون والسياسيون (المتحضرون) يشتركون في تحمل مسؤولية مقتل بيجلي وغيره من آلاف الأبرياء.
(ديلي ميرور) البريطانية |