* القدس المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت دعا فيه الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة في الأراضي الفلسطينية المقدسة، جموع المسلمين في فلسطين المغتصبة إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، خلال أيام شهر رمضان الكريم، هدد القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غدعون عزرا، صباح يوم الخميس، باستخدام القوة البوليسية لتحديد عدد المصلين المسلمين الذين سيسمح بدخولهم إلى الحرم القدسي لأداء الصلوات خلال شهر رمضان المبارك..
ورد هذا الوزير المتطرف في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية على دعوة الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، للمسلمين للتوجه بجموعهم يوم الجمعة الأول من رمضان، وطوال أيام شهر رمضان، لأداء الصلوات في الحرم القدسي الشريف.
وقال هذا الوزير لإذاعة الاحتلال: إن الشرطة ستقيد عدد المصلين في مساجد الحرم الشريف طوال شهر رمضان في حدود 60 ألف مصل في أوقات الذروة، وهو ما يعادل ثلث العدد المألوف في السنوات الأخيرة.. وزعم الوزير المتطرف أن دائرة الأوقاف الإسلامية لا تقوم بأعمال الترميم المطلوبة، علما أن إسرائيل تمنع أعمال الترميم هذه.. وقال عزرا: إذا لم تصلح الأوقاف الإسلامية المنطقة الخطرة (المسجد المرواني) أو تتخذ إجراءات فورية لضمان عدم اقتراب المصلين منها فلن يكون أمام الشرطة الإسرائيلية خيار سوى تقييد عدد المصلين الذين يدخلون في حدود 60 ألفا..!!
وتتذرع إسرائيل بوجود خطر حدوث انهيار في المسجد المرواني نتيجة الاكتظاظ المتوقع للمصلين خلال شهر رمضان.. وتعتمد في ذلك على تقرير لدائرة الآثار الإسرائيلية أوصى بإغلاق المصلى المرواني أمام المصلين بادعاء انه يتهدده خطر الانهيار..!!!
وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية قد نشرت قبل عدة اشهر، تقرير أشارت فيه: إلى قيام السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، الجنرال يوآف جلنط، بأعداد تقرير يدعو فيه إلى إغلاق المصلى المرواني بحجة انه يتهدده خطر الانهيار.
إلا أن علماء الآثار الأردنيين والمصريين الذين زاروا الحرم فندوا المزاعم الإسرائيلية وقالوا: انه ليس هناك ما يبرر هذه المزاعم.. ومع ذلك أقدمت سلطات الاحتلال في القدس على إغلاق نصف المصلى المراوني في الحرم القدسي الشريف، بزعم تخوفها من تساقطه على المصلين.
ورفض الفلسطينيون ودائرة الوقف الإسلامي في الحرم القدسي والحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 (إسرائيل) هذه الخطوة، واعتبروها خطوة سياسية تدخل في إطار المساعي الإسرائيلية المتواصلة منذ عدة سنوات لمنع المسلمين من استخدام المصلى المرواني، بزعم انه إسطبلات سليمان..!!
وفنّد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ الدكتور عكرمة صبري، الادّعاءات الإسرائيلية بأنّ أساسات الجدار الشرقي والجنوبي للمصلّى المرواني في المسجد الأقصى المبارك ضعيفة، ومعرّضة للسقوط. وأضاف المفتي أنّ الادعاءات الإسرائيلية بوجود خطر على المصلين المسلمين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، هي ذريعة تتخذها إسرائيل للتدخّل في شؤون المسجد الأقصى وفي إدارته، وقال الشيخ عكرمة صبري: إن الحرم الشريف يمكن أن يستوعب حتى 500 ألف مصل، وأضاف، يقول: أن الأبواب ستفتح لأي مصل ولا يمكن لإسرائيل أن تحدد عدد المصلين لان في ذلك انتهاك لحقوق الفلسطينيين الدينية والإنسانية..
وقال مدير الأوقاف الإسلامية، عدنان الحسيني: إن مهندسي هيئة الأوقاف قاموا بعمليات صيانة دورية لضمان أن يتسع المصلى لحشود من المصلين دون مخاطر.. مضيفا: إن الأمر قد يحتاج لإقامة مساحات فاصلة في بعض أجزاء المسجد لضمان عدم إصابة المصلين بأذى لكن خطر الانهيار غير وارد..
وقال الحسيني: إن إسرائيل تحد كل عام منذ عام 2000 من عدد المصلين الذين يسمح لهم بدخول الحرم بحيث يقل كثيرا عن العدد المألوف في رمضان قبل الانتفاضة والذي كان يتراوح بين 400 ألف و500 ألف مصل، مبررة ذلك بدواع أمنية.. وأضاف متسائلاً من أين إذاً يأتي الخطر..
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تمنع بالقوة، عمليات الترميم اللازمة والضرورية التي تقوم بها الأوقاف الإسلامية في المصلى المرواني، في إطار محاولتها المتواصلة لوضع اليد على المسجد والتدخل في شؤونه. وزعم غدعون عزرا، صباح الخميس الماضي أن إسرائيل تتحمل المسؤولية عما يحدث في الحرم، وستمنع بالقوة المخاطرة بحياة البشر.. واعتبر دعوة المسلمين للحضور بحشودهم إلى الحرم لأداء الصلاة خلال شهر رمضان خطوة غير مسؤولة من جانب الحركة الإسلامية.. وكرر مزاعم سلطة الآثار الإسرائيلية بشأن خطر الانهيار في المناطق التي أمرت سلطة الاحتلال بمنع المصلين من دخولها..
ورفض الشيخ كمال خطيب، من الحركة الإسلامية، المزاعم الإسرائيلية، وقال للإذاعة الإسرائيلية، صباح الخميس الماضي: إن إسرائيل تتدخل بشكل سافر في شؤون المسلمين والحرم القدسي، وطالب رئيس الحكومة بالكف عن هذا التدخل..
هذا واستنكر الشيخ يوسف جمعة سلامة، القائم بأعمال وزير الأوقاف والشؤون الدينية ما أعلنته سلطات الاحتلال الصهيوني عن وجود خطر انهيار سقف المصلى المرواني، المشيد تحت باحة المسجد الأقصى المبارك بسبب حشود المصلين ممن سيؤمون المصلى خلال شهر رمضان الكريم الذي يبدأ حوالي منتصف الشهر المقبل..
وأكد سلامة في تصريح خاص ب الجزيرة: أن هذه التصريحات الصهيونية هي عبارة عن تطبيق لسياسة صهيونية مبرمجة ترمي في الأساس إلى السيطرة على المقدسات الإسلامية في فلسطين بصورة عامة وعلى المقدسات في مدينة القدس الشريف بصورة خاصة، وإلى تفريغ المسجد الأقصى من المصلين ليتسنى لهم تنفيذ مخططات هدم المسجد الأقصى التي يعلنون عنها وبناء هيكلهم المزعوم..
|