يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك بفرحة غامرة احتفاء بقدوم شهر التوبة والغفران. قبل أيام من مقدم الشهر الفضيل يجتهد أبناء الأمة الإسلامية بالتهيؤ روحانياً، ولا ينسون حظهم في الاستمتاع بأطايب الطعام عند الإفطار في أيام الصيام.
كل شعوب الأمة الإسلامية أنهمكوا في الإعداد للشهر المبارك وأيامه الفاضلة فرحين مستبشرين متشبعين روحانياً وإيمانياً لهذه المناسبة الإيمانية، إلا الشعبين العراقي والفلسطيني، وبالتحديد مدينتي الفلوجة في العراق وبيت لاهيا في قطاع غزة في فلسطين.
في بيت لاهيا يواصل إرهابيو إسرائيل عربدتهم من خلال تنفيذ الحملة الإرهابية ضد أبناء غزة، منتقلين من جباليا إلى بيت لاهيا، موقعين العديد من الشهداء الذين فاق عددهم المائة شهيد منذ بدء حملة الإبادة الإسرائيلية التي يسمونها بحملة الندم.
الاوباش اليهود زرعوا الخراب والدمار والقتل اليومي في المدن الفلسطينية في قطاع غزة، التي اصبحت عشية شهر رمضان المبارك مدناً للموت.
الإسرائيليون لا يضعون أي اعتبار لحرمة شهر رمضان المبارك، ولا يهمهم شعيرة الصوم، بل يهمهم أكثر محاربة كل شعيرة إسلامية، ولذلك فإن اعمال عسكر إسرائيل مفهومة ضمن إطار الحقد الدفين الذي يختزنه كل إسرائيلي ضد المسلمين بصفة عامة والفلسطينيين بصفة خاصة.
ولكن الذي لا يفهم أن تتعرض مدينة إسلامية عرف أهلها بتمسكهم الشديد بالإسلام إلى حملة تدميرية ليلة دخول شهر رمضان المبارك، وأن الذي يوجه هذه الحملة التي تستعمل فيها صواريخ أرض - أرض والطائرات والدبابات حكومة إسلامية عربية!!!.
تزامناً مع تدمير بيت لاهيا في قطاع غزة، دُمرت مدينة الفلوجة التي يُقتل أهلها وتدمر منازلها ويشرد أبناؤها وأطفالها.
تتابعت مناظر التدمير، فلا تعرف هل العمليات تنفذ في مدينة فلسطينية من قِبَل القوات العسكرية الاسرائيلية، أم الذي يظهر أمامك كما يشير المذيع هي مدينة عراقية وان التهديد الموجه لاقتحام المدينة وقتل أهلها صادر عن رئيس حكومة عربي المولد والمنشأ وليس رئيس حكومة إسرائيليا.
لم يكن أحد يتصور أن يأتي اليوم الذي تهاجم فيه الصواريخ والطائرات والدبابات مدينة إسلامية من قبل قوات يشارك في صفوفها مسلمون.. في الليلة التي يستقبل أهل هذه المدينة شهر رمضان المبارك...!!
ما لم يكن أحد يتصوره.. أصبح حقيقة.. بعد أن استُبيحت الفلوجة ليلة دخول شهر رمضان.
|