* الجزائر - (رويترز):
وافقت الحكومات الإفريقية على السعي لاتخاذ إجراءات أشدّ صرامة لاستئصال الإرهاب الذي لا يزال يهدّد القارة رغم حملة مناهضة الإرهاب الجارية منذ 11 من سبتمبر - أيلول عام 2001م.
وقال وزراء الاتحاد الإفريقي الذي يضمّ 53 دولة في نهاية مؤتمر لمناهضة الإرهاب يوم الخميس: الهجمات الإرهابية الدولية في الآونة الأخيرة في أنحاء العالم بما في ذلك إفريقيا تستدعي اتخاذ إجراءات أشدّ صرامة وتعاوناً دولياً أكثر تنسيقاً.
وقال الوزراء في بيان: نؤكد على قلقنا العميق بشأن حقيقة أن الإرهاب لم ينحسر بدرجة كبيرة رغم الحملة الدولية الجارية لمناهضة الإرهاب، واختلفت وجهات نظرهم القاتمة عن رؤية الحكومة الأمريكية التي قالت مراراً: إن الحرب العالمية على الإرهاب تم كسبها.
وتعتبر إفريقيا أرضاً خصبة لاستقطاب الأعضاء والتدريب بالنسبة للجماعات المتشددة مثل القاعدة بسبب ضعف المؤسسات السياسية والفقر والحراسة الأمنية الضعيفة للصحاري والسواحل.
ووجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة في التفجيرات القاتلة في كينيا وتنزانيا وتونس والمغرب والجزائر، وتساعد واشنطن كثيراً من الدول الإفريقية بالتدريب والمعونة.
واتفقت الوفود التي اجتمعت في مدينة الجزائر لتدشين إنشاء مركز لمناهضة الإرهاب تابع للاتحاد الإفريقي يتخذ من العاصمة الجزائرية مقراً له على اتباع عمليات مراقبة أشدّ للحدود واتفاقات تسليم المشتبه بهم وتجفيف تمويل الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وسوف يضعون أيضا قائمة إفريقية موحدة لأسماء الجماعات الإرهابية والأفراد الإرهابيين؛ للمساعدة على اتباع إجراءات منسقة لمكافحتهم. وحضر الاجتماع خبراء في مناهضة الإرهاب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال مراقب غربي - رفض نشر اسمه -: إنها بداية جيدة لقارة عانت كثيراً ويلات الحرب والفساد وانعدام الثقة بين الجيران.
وقال المراقب ل(رويترز): من الضروري أن تتقبل إفريقيا مسؤوليتها في هذه الحرب، ولكننا ندرك أيضاً أننا في حاجة إلى مساعدتهم بالتدريب والمعدات العسكرية وخبرات أخرى.
وسيجمع المركز الجديد للاتحاد الإفريقي معلومات استخباراتية بشأن تمويل الإرهاب والتعرف على شبكات التزود بالأسلحة، وتبادل المعلومات عن الجماعات الإرهابية، واتباع وسائل لضربها قبل أن تتمكن من الهجوم، وربما يكون الأمن أكبر عقبة في طريق التنمية في إفريقيا؛ فالصراعات في بوروندي والسودان وجمهورية الكونجو الديمقراطية تنفر الاستثمارات التي تحتاج إليها القارة بشدة، وتشرد الملايين من أبناء القارة وتضرّ باقتصاديات المنطقة برمتها.
|