* القدس المحتلة - بلال أبو دقة:
منعت السلطات الاسرائيلية أمس آلاف المصلين الفلسطينيين من الوصول الى المسجد الأقصى والصلاة فيه في أول أيام شهر رمضان.وقالت الشرطة الاسرائيلية انها تسمح فقط للمصلين القادمين من مدينة القدس الذين يحملون بطاقات هوية اسرائيلية مؤقتة بينما منعت آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية من دخول القدس والوصول للمسجد الأقصى.
وقال شهود عيان ان الجنود الاسرائيليين كانوا يدققون في هويات المصلين ومنعوا الشبان من دخول ساحات الحرم التي شهدت في السابق مواجهات عنيفة بين مصلين والشرطة الاسرائيلية.
وقال محمد بلاطة (55 عاما) الذي توجه للصلاة بالحرم (الشرطة الاسرائيلية تتواجد بالبلدة القديمة (القدس) بكثرة وعلى بوابات الحرم وهم يشددون الفحص في هوياتنا. لا يفهمون اننا جئنا للصلاة فقط).وتخلت اسرائيل أمس عن تهديد بتقليص عدد المصلين في الحرم القدسي الشريف خلال شهر رمضان الذي بدأ اليوم بالاراضي الفلسطينية.وكانت السلطات الاسرائيلية قد حذرت من أنها قد تفرض قيودا على عدد المصلين في صلاة الجمعة بالموقع بعد أن قال خبراء آثار اسرائيليون ان جزءا من الموقع معرض للانهيار.
ويقول مسؤولون اسرائيليون ان العالم الاسلامي سيوجه اللوم لاسرائيل في اي كارثة يتعرض لها بنيان الحرم وان مثل تلك الكارثة من شأنها ان تفاقم العنف في الصراع مع الفلسطينيين. وقالت السلطات الاسرائيلية انها تتوقع توافد نحو 200 ألف مصل على الموقع يوم الجمعة وحذرت من انها ستقلص العدد الى 60 ألفا فقط بعد ان قال خبراء آثار اسرائيليون ان أساسات الأروقة أصبحت غير مستقرة نتيجة لمزيج من الاهمال وأعمال الترميم الردئية وزلزال وقع أخيرا. وتجادل هيئة الأوقاف الاسلامية التي تدير الحرم الشريف في ذلك وتقول ان اسرائيل تتصيد الذرائع للسيطرة على الحرم.
وقد دعا فيه الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة في الأراضي الفلسطينية المقدسة، جموع المسلمين في فلسطين المغتصبة إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، خلال أيام شهر رمضان الكريم، هدد القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غدعون عزرا، صباح يوم الخميس، باستخدام القوة البوليسية لتحديد عدد المصلين المسلمين الذين سيسمح بدخولهم إلى الحرم القدسي لأداء الصلوات خلال شهر رمضان المبارك..
ورد هذا الوزير المتطرف في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية على دعوة الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، للمسلمين للتوجه بجموعهم يوم الجمعة الأول من رمضان، وطوال أيام شهر رمضان، لأداء الصلوات في الحرم القدسي الشريف.وقال هذا الوزير لإذاعة الاحتلال: إن الشرطة ستقيد عدد المصلين في مساجد الحرم الشريف طوال شهر رمضان في حدود 60 ألف مصل في أوقات الذروة، وهو ما يعادل ثلث العدد المألوف في السنوات الأخيرة.. وزعم الوزير المتطرف أن دائرة الأوقاف الإسلامية لا تقوم بأعمال الترميم المطلوبة، علما أن إسرائيل تمنع أعمال الترميم هذه.. وقال عزرا: إذا لم تصلح الأوقاف الإسلامية المنطقة الخطرة (المسجد المرواني) أو تتخذ إجراءات فورية لضمان عدم اقتراب المصلين منها فلن يكون أمام الشرطة الإسرائيلية خيار سوى تقييد عدد المصلين الذين يدخلون في حدود 60 ألفا..!! وتتذرع إسرائيل بوجود خطر حدوث انهيار في المسجد المرواني نتيجة الاكتظاظ المتوقع للمصلين خلال شهر رمضان.. وتعتمد في ذلك على تقرير لدائرة الآثار الإسرائيلية أوصى بإغلاق المصلى المرواني أمام المصلين بادعاء انه يتهدده خطر الانهيار..!!!
وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية قد نشرت قبل عدة اشهر، تقرير أشارت فيه: إلى قيام السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، الجنرال يوآف جلنط، بأعداد تقرير يدعو فيه إلى إغلاق المصلى المرواني بحجة انه يتهدده خطر الانهيار. إلا أن علماء الآثار الأردنيين والمصريين الذين زاروا الحرم فندوا المزاعم الإسرائيلية وقالوا: انه ليس هناك ما يبرر هذه المزاعم.. ومع ذلك أقدمت سلطات الاحتلال في القدس على إغلاق نصف المصلى المراوني في الحرم القدسي الشريف، بزعم تخوفها من تساقطه على المصلين.
ورفض الفلسطينيون ودائرة الوقف الإسلامي في الحرم القدسي والحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 (إسرائيل) هذه الخطوة، واعتبروها خطوة سياسية تدخل في إطار المساعي الإسرائيلية المتواصلة منذ عدة سنوات لمنع المسلمين من استخدام المصلى المرواني، بزعم انه إسطبلات سليمان..!!
وفنّد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ الدكتور عكرمة صبري، الادّعاءات الإسرائيلية بأنّ أساسات الجدار الشرقي والجنوبي للمصلّى المرواني في المسجد الأقصى المبارك ضعيفة، ومعرّضة للسقوط. وأضاف المفتي أنّ الادعاءات الإسرائيلية بوجود خطر على المصلين المسلمين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، هي ذريعة تتخذها إسرائيل للتدخّل في شؤون المسجد الأقصى وفي إدارته، وقال الشيخ عكرمة صبري: إن الحرم الشريف يمكن أن يستوعب حتى 500 ألف مصل، وأضاف، يقول: أن الأبواب ستفتح لأي مصل ولا يمكن لإسرائيل أن تحدد عدد المصلين لان في ذلك انتهاك لحقوق الفلسطينيين الدينية والإنسانية..
وقال مدير الأوقاف الإسلامية، عدنان الحسيني: إن مهندسي هيئة الأوقاف قاموا بعمليات صيانة دورية لضمان أن يتسع المصلى لحشود من المصلين دون مخاطر.. مضيفا: إن الأمر قد يحتاج لإقامة مساحات فاصلة في بعض أجزاء المسجد لضمان عدم إصابة المصلين بأذى لكن خطر الانهيار غير وارد..
وقال الحسيني: إن إسرائيل تحد كل عام منذ عام 2000 من عدد المصلين الذين يسمح لهم بدخول الحرم بحيث يقل كثيرا عن العدد المألوف في رمضان قبل الانتفاضة والذي كان يتراوح بين 400 ألف و500 ألف مصل، مبررة ذلك بدواع أمنية.. وأضاف متسائلاً من أين إذاً يأتي الخطر..
|