* واشنطن - (رويترز):
قلل مسؤولون أمريكيون من شأن توقعات من اجتماع سيقدم فيه الأوروبيون خطة للتعامل مع البرنامج النووي لإيران، وأعربوا عن شكوكهم في أن الخطة ستحل المشكلة. وضم الاجتماع الذي عقد في واشنطن أمس الجمعة مسؤولين كباراً من مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني.
وينظر كثير من المحللين إلى هذه الجلسة على أنها آخر محاولة لإقناع طهران بوقف الأنشطة المتعلقة بالأسلحة قبل إحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي حيث يمكن فرض عقوبات، وتصرّ طهران على أن برنامجها موجه للاستخدام في أغراض الطاقة السلمية فقط.
وقال مسؤول أمريكي كبير لرويترز: هذا ليس اجتماعا لاتخاذ قرار، لن يخرج بموقف مشترك، الأمر متروك للأوروبيين لكي يراجعوا معنا ما يزمعون قوله للإيرانيين.
وقال: إن إدارة الرئيس جورج بوش لا تعتقد أن أحدث مبادرة وهي مجموعة من الحوافز والتهديدات ستنجح أكثر من المفاتحات السابقة للدول الكبار الثلاث في الاتحاد الأوروبي التي تتزعم البحث عن اتفاق مع إيران وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وأضاف المسؤول: لقد غش الإيرانيون الأوروبيين مرات عديدة ولا سيما منذ يونيو (وهذه التجربة توحي) بأن إيران لن تذعن.
وقال روبرت إينهورن وهو مسؤول أمريكي كبير بشأن منع الانتشار النووي في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون: إن الأوروبيين يريدون ومن المرجح أن يحصلوا على موافقة أمريكية لتقديم اتفاق (ترغيب وتهديد) للإيرانيين، وقال: إن سياق مجموعة الثماني مهم؛ لأنه يضم الولايات المتحدة وروسيا التي تبني مجمعاً نووياً لإيران واليابان وليس الأوروبيين فقط.
وقال إينهورن الذي يعمل الآن مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: الأمر المختلف هنا أيضا هو التلويح الواضح بأن هذه هي آخر محاولة وأنه إما أن توافق إيران بوضوح على وقف شامل حقيقي لتخصيب اليورانيوم وإما إحالة القضية إلى مجلس الأمن.
وقال مسؤولون أمريكيون: إن واشنطن تريد التزاما بأن أوروبا وروسيا ستوافقان في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيعقد يوم 25 نوفمبر - تشرين الثاني على إحالة القضية إلى مجلس الأمن إذا أصرت إيران على برنامجها النووي. ويعتقد المسؤول الأمريكي وإينهورن أن الأوروبيين اقتربوا أكثر من هذا الموقف.
وقال إينهورن: يتعين على الأوروبيين وروسيا أن يبعثوا برسالة أقوى بكثير عن ذي قبل. عليهم أن يشيروا إلى أنه إذا أحيل هذا الأمر إلى مجلس الأمن، فإن إيران ستواجه عدداً من الإجراءات القاسية المتزايدة.
وتضمن خطة الاتحاد الأوروبي لإيران حصولها على وقود نووي من روسيا، وهو الأمر الذي اقترحه أيضا جون كيري مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه إذا قبلت إيران خطة الاتحاد الأوروبي فإنه سيتعين على طهران أن توقف على الفور الأنشطة المتعلقة بالتخصيب وأجهزة الطرد المركزي وهي عمليات تستخدم في إنتاج الأسلحة، وأن تفتح منشآتها أمام تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
|