Saturday 16th October,200411706العددالسبت 2 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

تكريم نخبة العقل السعودي.. شكراً للأمير عبدالله تكريم نخبة العقل السعودي.. شكراً للأمير عبدالله
د. علي بن شويل القرني*

من علامة المجتمعات المتقدمة اهتمامها بالبحث العلمي، وكلما شهدت هذه المجتمعات تطوراً في العلوم، كلما انعكست هذه المفاهيم والمعارف على قدرات تلك المجتمعات في تطبيقات وتقنيات علمية وتقدم وتطور في كافة المرافق الحياتية. وكنت قبل أيام أشاهد حواراً مع وزيرة التقنية والبحث العلمي النرويجية وهي تفتتح مشروع الطاقة الهيدروجينية بديلا للطاقة الكهربائية في إحدى الجزر - المدن في النرويج.. وذكرت أنهم في النرويج يصرفون الكثير على البحث العلمي.. وهذا الصرف هو الذي أفرز إبداعات ومبتكرات وتقدماً وتطوراً مثل مشروع استبدال الطاقة.. الخ..
وفي نفس السياق، أسعدنا جميعاً اهتمام القيادة السعودية بالبحث العلمي، فقد قدم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يوم الثلاثاء الماضي ميداليات الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى لعدد من العلماء والباحثين السعوديين في ثلاث جامعات سعودية، هي جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك فهد.. وهذا التكريم والتقدير نعتبره - نحن أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية - تكريماً لنا جميعاً وتقديراً لكل الزملاء من أعضاء هيئة التدريس السعوديين في المملكة.. فهذه رغبة سياسية من الأمير عبدالله في الاهتمام بالبحث العلمي، وتطوير آلياته، وتعزيز تطبيقاته على أرض الواقع..
ولم يكن غريباً أن يناقش مجلس الشورى مشروع تكوين مجلس أعلى للبحث العلمي، ويضع آليات محددة لدعم وتعزيز مشروعات البحث في المملكة.. وتأسيس صندوق للبحث العلمي برأسمال قيمته مليارا ريال سعودي.. وبمشاركة كل من الدولة والقطاع الخاص.. وفي إطار هذا الموضوع، أود الاشتراك في هذا النقاش من خلال النقاط التالية:
1- حسب معرفتي فإن هذا التكريم الذي نظمته وزارة التعليم العالي سيكون سنوياً، وهذه عادة محمودة لاختيار عدد من الشخصيات السعودية من العلماء والباحثين لتقديرهم وتكريمهم لجهودهم البحثية.. ولو تم تثبيت بداية العام الجامعي من كل عام لهذا التكريم لكان مناسباً.. ويصبح بالتالي عادة سعودية يتعودها الأكاديميون من القيادة السعودية في مثل هذا الوقت من كل عام.. ويكون مكان الاحتفال دورياً بين الجامعات السعودية..
2- قد يكون من المناسب كذلك أن يكون هذا التكريم مفتوحاً للحضور من الزملاء في الجامعات، ومن أهالي وأقارب المكرمين، وكذلك من وسائل الإعلام.. ومثل هذا الاحتفال يعطي بعدا اجتماعيا كبيرا للمكرمين.
3- يمكن أن يمتد التكريم إلى شخصيات أكاديمية في مجالات أخرى غير المجالات العلمية، مثل الدراسات والعلوم الاجتماعية والإنسانية والتربوية.. فهذه التخصصات - للأسف الشديد - هي من التخصصات المهملة وغير المكرمة سواء من المؤسسات الرسمية أو من المجتمع.. وربما يعمل التكريم على إيجاد بيئة مبدعة في مثل هذه التخصصات..
4- ينبغي أن يساهم القطاع الخاص في هذا التكريم من خلال تقديم جوائز مالية للمكرمين، بحيث يحصل المكرمون على ميداليات استحقاق إضافة إلى مبالغ نقدية مغرية ومشجعة.
5- من الأمور المهمة في هذا الإطار، تنمية الوعي الاجتماعي بأهمية البحث العلمي.. أياً كان التخصص.. فالتكريم والتقدير يأتي ضمن مخرجات اجتماعية تتأسس أولاً على تهيئة الظروف والإمكانات داخل الجامعة وخارجها لدعم مشروعات البحث والصرف عليه بما يحتاجه ويستحقه.
6- من الملاحظ ان وزارة التعليم العالي ممثلة في وزيرها المحبوب الدكتور خالد العنقري، ومن خلال جهود الدكتور عبدالله العثمان وكيل الوزارة للشؤون التعليمية، عملت بكل جهد في تأسيس هذه الفكرة وتطويرها ودعمها حتى خروجها إلى حيز التنفيذ.. ولهذا فينبغي أن تعمل الوزارة على بناء هيكلة إدارية تستوعب مثل هذا المشروع في هيكلية الوزارة.. وبالتالي سيكون هناك ضرورة إلى وجود لجان مختصة للفحص والاختيار.. ولجان للتنظيم والإعلام.. وغيرها من اللجان والإدارات التي تهيئ لإنجاح مثل هذا المشروع الوطني الكبير والمهم.
7- ينبغي أن يحظى هذا المشروع التكريمي بمساحة واسعة من الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، لأهمية هذا التكريم وانعكاساته على المجتمع والبحث العلمي والمؤسسات التعليمية.. ولا نريد أن نذكر أن تكريماً في مجال الرياضة أو الفن يحظى عادة بتغطيات إعلامية كبيرة، وبدعم مادي هائل من قبل الشركات والمؤسسات الخاصة.. ونتوق فعلاً إلى احتفالات بمثل هذه النخبة من العلماء والباحثين..
8- ينبغي أن تسعى الجامعات السعودية إلى تكريس مفهوم التكريم والتقدير لأعضاء هيئة التدريس البارزين في مجالات تخصصهم.. امتداداً لجهود وزارة التعليم العالي.. ولمبدأ تعزيز وظيفة الجامعة في تعميق أهمية البحث العلمي وتشجيع القائمين عليه..
وأخيراً، فيجب أن ننوه بإعلان جائزة الأمير عبدالله للبحث العلمي، وهي جائزة عالمية تم الإعلان عنها خلال الأيام الماضية من شركة سابك (الشركة السعودية للصناعات الأساسية).. في مجالات التصحر والبيئة والصناعة.. وستعطى هذه الجائزة زخماً كبيراً في تشجيع البحث العلمي.. ورغم أهميتها، إلا أنها ربما ستكون من نصيب غير السعوديين في أكثر الأحوال نظراً لأن الباحث في الجامعات والمؤسسات الأجنبية يحظى بدعم سخي وتشجيع كبير لإجراء البحوث والدراسات والتجارب المعملية.. وهذا لا يتوفر - للأسف - في جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية.. ومن هنا فمن المتوقع أن تكون هذه الجائزة من نصيب الباحث الأجنبي.. ومن هنا - ولهذا السبب - نشدد على أهمية تكريم الباحث السعودي في احتفال سنوي تكريمي تنظمه وزارة التعليم العالي.. تطويراً لفكرة التكريم الذي تم الأسبوع الماضي.

* رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved