في مثل هذا اليوم من عام 1964 أطاح الحزب الشيوعي السوفيتي بالرئيس نيكيتا خروتشوف الذي كان يشغل إلى جانب رئاسة الدولة رئاسة الوزراء. ولكن بعد انتهاء أزمة الصواريخ الكوبية عام 1963 وموافقته على سحب الصواريخ السوفيتية من كوبا تحت ضغط الرئيس الأمريكي جون كيندي اعتبر التيار الرديكالي في الحزب الشيوعي أن خورتشوف أساء إلى الاتحاد السوفيتي بهذه التسوية فأطاحوا به. وتولى ليونيد برجنيف رئاسة الاتحاد السوفيتي فيما تولى كوسجين رئاسة الوزراء. ولد برجنيف في أوكرانيا ودرس هندسة التعدين في معهد علوم المعادن منذ عام 1931 إلى 1935. وبعد تخرجه عمل مهندسا ومديرا لإحدى المدارس الفنية وشغل العديد من المناصب الحزبية المحلية في الحزب الشيوعي.
وبعد الحرب العالمية الأولى سطع نجمه بشدة حيث كان أحد القادة الرديكاليين في الحزب لذلك كان مقربا من الزعيم ستالين. ولكن بعد رحيل جوزيف ستالين عام 1953 تراجع نفوذ برجنيف وفقد العديد من المناصب التي كان يتقلدها بسبب الخلافات الجوهرية مع الرئيس خورتشوف. ورغم فكرة (القيادة الجماعية) التي صكها برجنيف لاقتسام السلطة مع ألكسي كوسجين، فلم يمر وقت طويل حتى أدرك الجميع أن السلطة في قبضة برجنيف.
ولعب برجنيف دورا مهما في الصراع العربي الإسرائيلي قبل وأثناء حرب أكتوبر 1973 حيث كان الاتحاد السوفيتي المصدر الرئيسي لدعم العرب بالسلاح وسياسيا في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة منحازة كلية إلى جانب إسرائيل. عرف عصر برجنيف بانتشار الفساد وتراجع مستوى معيشة السوفييت بسبب تركيز الزعيم السوفيتي على دعم النفوذ السوفيتي السياسي في العالم. وكان صاحب قرار دخول حرب أفغانستان التي كانت المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية السوفيتية.
|